خاص – يوروسبورت عربيةلم يستمع غوارديولا كثيراً لمقولة "لا تغير فريق ناجح" أو ربما لم يؤمن باستمرارية نجاح مجموعة حصدت كل شيء بموسم واحد وأسقطت يوفنتوس وبرشلونة بنتائج كبيرة قبل أن تتربع على عرش أوروبا والعالم فعمل على إحداث الكثير من التغييرات التي لم تحظى بقبول الجميع، فوافقه البعض وخالفه الآخر، وفي أحيان كثيرة انتقل كثيرون من طرف القبول إلى الرفض أو بالعكس.خبير بايرن الأول ورئيسه الفخري فرانتس بيكينباور لم يخفي عدم رضاه على أسلوب بيب الموسم الماضي حين قال أنه: "لا يقتنع باللعب بأسلوب يعتمد على الاستحواذ أكثر من التسجيل"، لكنه سرعان ما عاد هذا الموسم وأشاد بغوارديولا معبتراً إياه الأفضل في العالم ومؤكداً على أن أسلوبه تطور كثيراً عن الموسم الماضي.في بايرن لا أحد يحسب أي حساب قبل إعطاء رأيه، فالمدير الرياضي زامر لا يفوت أي فرصة لانتقاد أسلوب غوارديولا حين يجد ما هو غير مقنع وهذا الأمر سبق وأن حدث مرتين خلال مرحلة الإياب بعد الخسارة من فولفسبورغ وبعد الخسارة أمام دورتموند الأسبوع الماضي، وإن كانت هذه الانتقادات ربما آنية، إلا أن وجودها في ألمانيا يعتبر عاملاً مميزاً لتوضيح آراء أبناء النادي حول ما يحدث داخل البيت البافاري.من حيث الأسماء لم يغادر بايرن بعد رحيل هاينكس من نجوم الصف الأول إلا كروس الذي لم يكن شاهداً قوياً على مرحلة الثلاثية على اعتبار أنه لم يشارك مع الفريق في آخر شهرين من الموسم بسبب الإصابة، لكن ربما تشكل الإصابات العامل الأول الذي سيضطر بيب للتخلي عن الأسلوب الهجومي المعتاد لبايرن خاصة حين يقارع برشلونة بمباراة من حجم نصف نهائي دوري الأبطال.بعيداً عن مباراة اليوم سنتناول العديد من النقاط التي ظهر تغييرها واضحاً بين بايرن 2013 وبايرن 2015:قائدان ألمانيان:خلال موسم 2012\2013 ظهر تنوع قيادة بايرن منخلال تواجد لام كظهير وشفاينشتايغر كلاعب ارتكاز، وفي دوري الأبطال تمكن كل من اللاعبين من صناعة أربعة أهداف مع خوض كل منهما لـ12 مباراة في البطولة.أما في موسم 2014\2015 لم يتمكن لام في 6 مباريات من صناعة أكثر من هدف بعد انتقاله للوسط، أما شفاينشتايغر فلا يمكن القول أن رقمهبتراجع مع صناعته لهدفين في 4 مباريات خاضها فقط، وما يثبت خسارة لام على الطرف هو أن الظهير الحالي رافينيا تمكن من صناعة هدف واحد في 9 مباريات.التغيير الأساسي يكمن بدخول الإسبان إلى الفريق وحصول ألونسو وتياغو على الكثير من الثقة لقيادة خط الوسط خاصة هذا الموسم مع غياب لام وشفاينشتايغر لمراحل عديدة بسبب الإصابة.زيادة الاستحواذ والتمرير:خلال موسم 2012\2013 لعب بايرن بأسلوب يعتمد على عدد تمريرات أقل رغم تفوق الفريق بالاستحواذ على أي خصم، ولم يتجاوز أي لاعب معدل الـ"60 تمريرة في المباراة الواحدة" عدا شفاينشتايغر الذي بلغ معدل تمريراته "62.4 تمريرة في المباراة الواحدة".أما في هذا الموسم تخطى 7 لاعبين معدل الـ60 تمريرة في مباريات دوري الأبطال، علماً أن ألونسو يحتل موقع الريادة مع وصول معدله إلى 87 تمريرة في المباراة الواحدة.التغطية أمام الدفاع:علاوة على دوره الهجومي الكبير كان شفاينشتايغر صاحب أعلى معدل من حيث قطع الكرات دفاعياً"3.7 كرة في المباراة الواحدة" والملفت هو أن زميله في الارتكاز مارتينيز كان صاحب ثاني أعلى معدل"3 كرات"، وهذا يظهر الدور الكبير الذي قام به هذا الثنائي لإبعاد الخطورة عن الخط الخلفي.أما هذا الموسم وبمعدلات أقل بات الظهير بيرنات أفضل لاعبي بايرن بمعدل2.8 كرة في المباراة الواحدة" أمام تياغو الذي لم يتأثر معدله مع قضية عدم خوضه إلا لمباراتين ويصل إلى "2.5 كرة في المباراة الواحدة" علماً أن كل من لام وشفاينشتايغر لا يملكان معدل أعلى من "1.2 كرة في المباراة الواحدة".نقاط تحسب لغوارديولا .. المراوغات والتنوع الهجومي:في آخر موسم لهاينكس تجاوز لاعبان فقط معدل"مراوغة ناجحة في المباراة" هما روبن وريبيري، أما هذا الموسم فتخطى سبعة لاعبين هذا المعدل، إضافة لذلك توزعت أهداف بايرن على 12 لاعب هذا الموسم مقابل عشرة لاعبين في 2013، وتجاوز خمسة لاعبين معدل صناعة فرصتين هذا الموسم مقابل تجاوز لاعب واحد لهذا المعدل قبل موسمين وهو كروس"2.3 فرصة في المباراة الواحدة".عوامل كثيرة تغيرت مع قدوم غوارديولا ترتبط بشكل أساسي بزيادة الاستحواذ وما نتج عنه من زيادة تمريرات وخنق للخصم، لكن الكثيرون مازالوا يعتبرون أن المتعة التي قدمها فريق هاينكس باللعب المباشر سيكون من الصعب أن تتكرر مع أي مدرب آخر.