بسم الله الرحمن الرحيم
{ وأن هذا صراطي مستقيمآ فأتبعوه } صدق الله العظيم
( الصراط : هو جسر ممدود على متن جهنم ينتهي الى الجنه وعليه ممر جميع الخلائق )
قد أبهم علينا الصراط , حتى اعتقدنا بانه جسر مادي وضع فوق نار جهنم لكي نعبرها الى الجنه .
ما اسهلها من عمليه الم نستطع عبور جسر ونحن في الدنيا ما اكثر الجسور التي عبرناها . قد يعترينا بعض الخوف من السقوط وهذا ما ذكرته الرويات وذلك لدقته رفعه وحدته لانه احد من السيف . يا للعجب
ماذا نفعل هل نعمل في الدنيا جسر مشابه له ونتمرن على عبوره حتى نتجنب السقوط في نار جهنم .
قد نحتار اخوان وتاخذنا الاوهام وخاصه بعد ان امرنا الله عز وجل ان نردد الايه الشريفه في اليوم
اكثر من مره في اوقات الصلاة . { اهدنا الصراط المستقيم } . ان كان هو جسر وتمر عليه جميع
الخلائق يوم القيامه لماذا يطلب منا الله سبحانه وتعالى ان نطلب الهدايه اليه . وهذا الامر قد زاد من حيرتنا . واذا كان في الاخره لماذا يطلب منا السير عليه والتمسك به في الدنيا . وعدم مخالفته .
لنشتت حيرتنا بالرجوع لاهل بيت النبوه - عليهم السلام - فهم ورثة علم الرسول - صل الله عليه واله -
والرسول - صل الله عليه واله - علمه من الله عز وجل مما يعني هم عليهم السلام - ايضآ ورثة علم الله بالوسيله عن طريق الرسول - صل الله عليه واله - .
عن الامام الصادق - عليه لسلام - (( الصراط ادق من الشعر , وأحد من السيف , فمنهم من يمر مثل البرق , ومنهم من يمر مثل عدو الفرس , ومنهم من يمر حبوآ , ومنهم من يمر مشيآ ومنهم من يمر متعلقآ قد تاخذ النار منه شيئآ وتترك شيئآ )) .
طبعآ تلك رموز واشارات اولآ وصف بها دقة الصراط وحدته , هذا في الاخره اما بالدنيا كيف يكون الدقه والحده , الم يقصد بها دقة العقيده والاتباع وحدة التطبيق للشرع والاتباع ,
وان يكون اختيارنا دقيق لمن نتبعه وناخذ منه لان بين الايمان والكفر ما يعادل دقة ورفع الشعره .
وثانيآ : ذكر نوع الطرق للعبور وهذا يعتمد على دقة الاتباع والتطبيق لهم وللشرع .
بينك وبين الله الا تحب ان تعرف حقيقة الصراط وكيفية عبوره مثل البرق او عدو الفرس . اما كيف ذلك نسال الامام - عليه السلام - لتوضيح ذلك حيث قال : (( الصراط هو معرفة الله وهما صراطان , صراط في الدنيا وصراط في الاخره , فأما الصراط الذي في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعه من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخره ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخره وتردى في نار جهنم )) .
اعلمت اخي واختي هذا قول امام معصوم , ورفع عنا حيرتنا وافهمنا ما هو الصراط بكلمات قليله ذات معنى ,
يعني ان الامام هو الطريق الى معرفة الله والهادي الى سبيله قولآ وفعلآ , فمن عرفه في الدنيا واقتدى بهداه واستن بسنته وهي سنة رسول الله - صل الله عليه واله - ومر على الصراط المستقيم الذي مر هو عليه في الدنيا أي طريقته التي هو عليها في الاعمال والاخلاق كما قال الله عز وجل حكايه عن نبينا - صل الله عليه واله - { وأن هذا صراطي مستقيمآ فاتبعوه } .
فهو الناجي الذي يمر على صراط الآخره ومن لا يعرفه ولم يهتد الى طريقته ولم يعمل بها فهو الهالك الذي تزل قدمه عن الصراط الآخره .
في حديث آخر عن العسكري - عليه السلام - : (( أن الصراط المستقيم في الدنيا ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير , واستقام فلم يعدل الى شيء من الباطل )) .
وهذا ايضآ قريب من ذلك في المعنى بل هما واحد عند التحقيق فان الاستقامه التي لا عدول عنها الى شيء من طرفي الافراط والتفريط هي طريقة الامام - عليه السلام - .
بقى لدينا اعزائي العقبات على الصراط وتسمى باسماء الاوامر والنواهي كالصلاة والزكاة والامانه وولاية الامام وغيرها فمن قصر في شيء منها حبس عند تلك العقبه وطولب بحق الله تعالى فيها ,
فأن خرج منه بعمل صالح قدمه او برحمه تداركته نجى منها الى عقبه اخرى فلا يزال يزال يدفع من عقبه الى عقبه ويحبس فيسأل حتى اذا سلم من جميعها انتهى الى دار البقاء فيحيى حياة لا موت فيها ابدا , ويسعد سعاده لا شقاوه معها ابدا , وان لم يسلم زلت به قدمه عن العقبه فتردى في نار جهنم -
نعوذ بالله منها .
والحمد لله رب العالمين .
احببت ان اذكر نفسي واياكم عسى ان لا تنسونا بخالص دعاكم احبائي