.
الدربُ عاثرةُ الخطى
تتســاءلُ الأقدامُ عن
فحــوى المرادِ
فلا مسيرَ
بهذهِ الدنيا بلا قدمٍ وساقْ
يشتاقُ من سمعوا الحروفَ
بجوفِ تلكَ الأرضِ لو أنَّ
المجازَ يعيرُ بعضاً
للحقيقةِ كي نرى درباً تسيرُ
ومركباً في البحر
يأمرهُ الشراعُ
ودمعةُ في أعينِ الموتى
قبيلَ رحيلهمِ
كانتْ تورثُ للبقيةِ
نبضَها وجعاً برحمِ الأرضِ
لو أن المجازَ يعيدُ
للأرضِ الخصابَ
فينبتُ الموتى
من الأجداثِ يسألهمُ
جميعُ الخَلقِ
عن سببِ الرجوعِ
يقولُ جدي
حاملاً صوتَ
القضيةِ للسماءِ
هناكَ أرضي ......
جسدي وتاريخُ الطفولةِ
والكهولةِ والشبابِ
أبي المسَجى في روابيها
ومسجدُ هامتي وبيادرُ القمحِ
المحملِ بالغلالْ
وهناكَ اسرابُ
اليمامِ بكلِّ صبحٍ
تسألُ المنفى
عن الأنفاسِ
في تلكَ الخيامِ
وحزنُ أمي
طفلةُ الريحِ الشقيةِ
مهرتي فرسُ الأهلةِ في
مواقيتِ الجحيمِ إذا هوى
قلبي
وأحداقُ الصبايا العابراتِ
الى العيونِ كما القطا
يملأنَ بالسحرِ الجرارْ
سيفيضُ من صوتي المجازُ
كنايةً تغوي
تشابيهَ الخيالِ لتستعيرَ
جمالَ أرضي
قبةُ الأقصى
دمُ الشهداءِ
أناتُ الثكالى بيدرُ التاريخِ
مذْ أبدٍ
هنا كنعان
يفلحُ بالمحبةِ أرضهُ
من قالَ للشعراءِ
أن يدعو المجازَ على
سبيلِ الحلمِ
إن مجازنا يأوي قلوبَ العاشقينَ
وينتشي بدماءِ فرسانِ
المحالِ كأنْ ترى
قمراً بهذي الأرضِ
يهبطُ في الترابِ
وآخرٌ في سنبلاتِ
القمحِ خبأ سرَّهُ
فالشعرُ في وطني
مُدامُ المولعينَ بكلِّ أنفاسِ الفداءِ
في هذهِ الأرضِ
العزيزةِ يا دمي
قلْ ماتشاءُ
وما وفيتَ بحضرةِ الشعراءِ
قل هذي أنايَ جذورُ
تاريخٍ تؤكدها السماء
فهنا ترى مسرى النبي
هنا مضى صَلْبَ المسيحِ
هنا نخيلُ مخاضنا
(وهنا هنا وهنا أنا )
ماذا لكم
فلترحلوا ...
ولترحلوا ...ولترحلوا
فالأرضُ تعرفُ أهلها
ولترحلوا ...
صدقاً وقد
نصرَ المجازُ
حقيقتينِ
وعبرتينِ للاجئٍ
ما لانَ عن أرضِ بعدَ وفاتهِ
حملَ
القضيةَ للسماء
فانهالَ من عشقٍ
مجازُ الكبرياء
في يومِ ذكراها
ستبكيها السماء
.
ايمان مصاروة