لو ترضينَ بالقليلْ ؟
سأكونُ يا عُمري البديلْ
فأنا من " الشرقِ " يا سيدتي
وفي الشرقِ قوانينٌ
وفي الشرقِ سلاطينٌ
وفي الشرقِ " قالٌ وقِيلْ " ؟
حبُّنا في الشرقِ معصيةٌ ؟
بالتستُّرِ نبقى كما نحنُ بدوراً
والكلُّ يرجو نورَنا
لا طاقةَ لنا على الدخانْ ؟
فالدخانُ الشرقيُّ يخنقنا ؟
وربما يا سيدتي يُفرّقنا ؟
أنا الآنَ بلا أجنحةٍ
أنا في قفصٍ مُقفلٍ
كيف أطيرْ ؟
وسيفُ " الشرقِ " فوقَ عُنُقي
كيف أسيرْ ؟
لكنّي أحلمُ ؟
وأُتقِنُ فنَّ التسلُّلِ
أستغلُّ لحظةَ نومِ الحارسِ فأغادرُ بلا ضوضاءْ
لأصافحَ السِّرَّ الجميلْ
ثمَّ أعودُ قبل الفجر إلى سريري
كي يبقى السيفُ في غِمدهِ
وكي لا أكونَ العاشقَ القتيلْ ؟
يا سيدتي
أنا لستُ مؤمناً بهذا الشرقِ
لكنّي سجينٌ وأُعِدُّ العِدَّةَ لننجو
ملايينٌ مثلنا أسرى
والسلاطينُ على باب الرحيلْ ؟
سلاحُنا صبْرٌ وإنتظارْ
وتظاهُرٌ بإنكسارْ ؟
لكنَّ الآتي آتٍ وفي جعبتهِ إنتصارْ ؟
وآتٍ بأكاليلْ
وبقواربٍ يُحبُّها البحرُ فيهدأْ
وبشرقٍ جديدٍ سيبدأْ ؟
يُطلِقُ سراحَ الطيورْ
يمنعُ اغتيالَ الزهورْ
ويحرّرُ الفضاءَ من المُستحيلْ
سيبقى الشرقُ شرقاً
لكنّه شرقٌ جميلْ ؟
شرقٌ بلا عويلْ ؟
شرقٌ بلا "قابيلْ " ؟
وشرقٌ يُشرّعُ الحبَّ الأصيلْ
لا يقطعُ عُنُقَ النخيلْ ؟
فيعمُّ السلامُ
ويُطلَقُ اليمامْ
ويعودُ الهديلْ
وبإنتظار قدومهِ يا سيدتي
أنا لا أملكُ إلاّ القليلْ
فإنْ رضيتِ بواقعي ؟
سأكونُ يا عُمري البديلْ ؟
***
حسن رمضان