هنا

[فوبـــيا]

ياسيدي شكرا على هذه المبادرة الجميلة ....قرأت لمنيف وانا في المتوسطة ..عندما كنت شغوفا بقراءة الروايات ....وقداستوقفتني في وقتها روايتا ( قصة حب مجوسية و شرق المتوسط ) ورواية قصة حب مجوسية كانت أول ما قرأت بعد ( البؤساء ) لفكتور هيغو .... وكانت بالنسبة الي شيء لايمكن وصفه على وفق إمكاناتي الفقيرة في وقتها .... اليوم ومن خلال محفزاتك سأحاول أن أعيد قراءتي لرواية ( قصة حب مجوسية ) لكوني قد نسيت أحداثها بشكل مفصل فضلا عن كون القراءات السردية تحتاج لرؤية مختلفة كما تعلم .... لي عودة بإذن الله ...وشكرا لك مجددا

[شيفرة دافنشي]

مرحبا بك أستاذي وأخي العزيز فوبيا .. ممتن لتواجدك البهي .. سننتظر مقدمك مرة أخرى باشتياق .. لك خالص الود والتقدير

[ليديا]

كنت دائما اتساءل كيف عاشت جميلة بعد خلاصها من ايدي الجلادين

ولما بسرعة تطلقت من محاميها ... كيف كانت تقضي لياليها ...بما كانت تفكر

لما لم تقتحم ميدان السياسة كرفيقتها زهرة ظريف وقائدها ياسف سعدي

عندما تبقى لوحدها ما هي الهواجس التي كانت تتملكها ..الى اي حد كانت تحقد على جلاديها

هل وجدت من يتحمل عذاباتها من ينصت الى صرخاتها الصامتة

كنت لما اتحدث عنها اخصها بمشاعر خاصة جدا ...كان اخي الكبير يقول في عنجهية ( هكذا تظهر لي ) انها واحدة من اولئك الابطال انها لا تفرق عنهم كثيرا

كنت اتشاجر معه بشدة لانها فعلا كانت مختلفة ليس لانها امراة لكن ربما لانها عاشت ...كثير هم من عاشوا وتحرروا من ايدي جلاديهم

لكن ربما تلك التساؤلات التي دارت بخلدي هي من تفسر الامر


عبد الرحمن منيف عبر رجب سجينه المفلت من قبضة جلاديه يحلل الشخصية ويجيب عن كل اسئلتي التائهة باسلوبه الصارخ الغاضب الناقم لكنه عميق للغاية عميق كعمق الجراح

الموغرة في قلوب المعذبين ...سلس وواضح كالاثار الجسدية التي تخلفها الات الحاقدين


واتوقف واهرب من الذكرى الى ذكرى حاصرني منيف حد الجنون حد الحقد حد البغض حد الرغبة في الهروب

يتبع مع الاعتذار للاستاذ شيفرة بالفعل حولت الموضوع الى ساحة للتنفيس

اصدقك لو لم افعل هذا فلن ترى ابدا قراءتي لشرق المتوسط

[ليديا]

ياسيدي شكرا على هذه المبادرة الجميلة ....قرأت لمنيف وانا في المتوسطة ..عندما كنت شغوفا بقراءة الروايات ....وقداستوقفتني في وقتها روايتا ( قصة حب مجوسية و شرق المتوسط ) ورواية قصة حب مجوسية كانت أول ما قرأت بعد ( البؤساء ) لفكتور هيغو .... وكانت بالنسبة الي شيء لايمكن وصفه على وفق إمكاناتي الفقيرة في وقتها .... اليوم ومن خلال محفزاتك سأحاول أن أعيد قراءتي لرواية ( قصة حب مجوسية ) لكوني قد نسيت أحداثها بشكل مفصل فضلا عن كون القراءات السردية تحتاج لرؤية مختلفة كما تعلم .... لي عودة بإذن الله ...وشكرا لك مجددا

واخيرا وجدت مشاركا بحجم استاذ ...حسنا ساسمح لنفسي بالغش قليلا واستراق السمع للحصول على بعض المفردات او المصطلحات التي تؤهلني لتقديم قراءتي بشكل يرضي الاستاذ المشرف ههههههههههههههه

شيء اخر ( بكل غضب ) رواية اخرى لمنيف لا اريد لا اريد بحق اكتفيت اشعر حقا ان قلبي سينفجر مع منيف اعتقدت ان نهايات العطشى للحرية والحياة الكريمة في صحراء البلادة قد هدات غضب منيف او بالاحرى قد احتوت كل الغضب والنقمة التي توسدت سويداء قلبه ....لكن بسرعة وبعنف انتشلنا من تلك الصحراء ليضعنا في جوفها في سراديبها

وكانه يشير انها من الداخل ومن الخارج من الباطن ومن الظاهر في شرق المتوسط لم تعد للبشر حياة

[شيفرة دافنشي]

طيب ليديا .. كما قلت .. لك كل الوقت .. وما شئت .. لا تتقيدي .. تكلمي بحرية .. لك كل الود

[ليديا]

بسم الله

ساقدم استاذ عمار قراءتي لرواية شرق المتوسط واتمنى ان تروق لك من بدايتها لانه ليس تكاسلا مني ولكن لا اعتقد اني ساقوم بمحاولة اخرى لاني لم اصدق اني خرجت من السجن ولن اعود اليه كما فعل رجب لان نهايته بعد عودته كانت اكثر ايلاما من اي شيء اخر وطبعا لاقبل لي بنهاية مثلها ( لا ادري لما يجعلنا منيف في كل نهاية نقيم عزاء لصديق تعلقنا به طوال احداث القصة )

على كل اليك قراءتي وانت تعرف نقاط ضعفي واتمنى فعلا انها قد قلت

انتظرني فاصل اتنفس واعود

[شيفرة دافنشي]

ههههههه .. تنفسي طويلا ليديا .. وإذا كان الوقت غير ملائم فلا تستعجلي .. ننتظرك بشوق

[ليديا]

شرق المتوسط

المؤسسة العربية للدراسات والنشر + المكتبة العراقية

الطبعة السادسة بغداد 1986 ( عام مولدي ههههههههههه).... 176 صفحة

اممممممممممممممم

ابدأ

نادرا ان تجد مقدمة لرواية لكن منيف جعل لشرق المتوسط مقدمة كانت بحق ملخصة للاحداث التي مر بها بطل الرواية

المقدمة التي تضمنت بعض المواد من لوائح حقوق الانسان حكت لنا قصة رجب كسجين سياسي مضطهد مسلوب الحرية والارادة وقبل ذلك كانسان معتدى على كرامته

اختار منيف تلك المواد بعناية وبتدرج ليخبرنا ان رجب قد انتقل بين هذه اللوائح عداء خاسرا لكنه ظل يتقدم ليسقط عددا اخر من القوانين والمواد وكأنه يلوم كل البشر وكأنه يستصرخ فيهم النشوة ويقول : (نعم سننتم قوانين لكن لم تسهروا على تطبيقها فهناك في شرق المتوسط تبل ونشرب نحن ماءها )

المادة الاولى : تسقط روح الاخوة بين بني البشر ويظهر حيوان الشابنزي الوغد الشره للقتل والفتك بفمه

المادة الثانية : آراؤك السياسية تجعلك مميزا ههههه متميزا فتعلوا العنصرية ويفتك بك فقط لارائك السياسية

المادة الثالثة: ليس من حقك الحرية والسلامة اما الحياة فكثيرة عليك مالم تغير آراءك السياسية

المادة الخامسة:عليك ان تذوق وحتما يا رجب التعذيب المعاملة القاسية ويحط من كرامتك

المادة العاشرة: لا تتفوه بكلام غريب يا رجب عن اي محاكمة عادلة تتحدث ومن ينتصر لك ان كان القاضي هو غريمك

المادة الثانية عشر: أسرتك معرفك كلهم معرضون للخطر بسببك ..حياتك الشخصية حتى مراسلاتك ستكون كلها تحت اعين جلاديك ...ماذا تريد بعد يارجبلم

يبق الا ان تفر ترحل تبتعد لك اذن المادة الاخيرة

المادة الرابعة عشر: حتى اللجوء السياسي لا يناسبك لانك من هناك من شرق المتوسط ابن ارض متمسك بحماية العض والذود عن الاحبة جبلت على الوفاء في داخلك دماء الفداء تجري بدل ذلك السائل الاحمر



وانتهت المقدمة وتبدأ الواقعة ................................................. يتبع

(استاذ شيفرة بالدزيرية نقولوا راني عارفة بلي ندبتلها يعني اني افسدت كل شيء لكن لا عليك ربما بعد ان اقول ما لدي يمكنني الوصوول بمحاولة ثانية او ثالثة جادة وموضوعية )

[شيفرة دافنشي]

حسنا ليديا .. ننتظر قراءتك .. حينها فقط يمكننا إبداء رأينا .. كل الود

[ليديا]

ممتنة لك استاذ شيفرة

بايقاعات سريعة ولهجة حادة وعبارات متسارعة كتساقط قطرات المطر لا بل حبات البرد يروي منيف تفاصيل المأساة مأساة السجين السياسي في شخصية رجب

طالب جامعي له احلامه الخجولة له ماضيه المحبب له مستقبله الواعد ..لكن واقعه حاضره بتر ماضيه عن مستقبله او بالاحرى جعل الاثنان شيئان منفصلان عنه واصبح له ماض واحد حاضر واحد مستقبل واحد في زمن واحد في دهاليز السجن


رواية اكثر من مأساوية تقطر بالاحاسيس والمشاعر المؤلمة تصف القليل ربما من مشاهد التنكيل والاهانة والاستبداد لكنها تصور الكثير من المشاعر العصية عن التحمل

ان كنا سحرنا بكثافة الاخلاق في رواية نهايات ففي شرق المتوسط وئد الكثير منها .... تستقبل بحماس منقطع النظير سخط الكاتب ..ولعناته المتواصلة سبابه

الجامح غضبه المتقد حد الجنون حد الكفر .......

رواية تغوص بك في نفسية سجين سياسي اطلق سراحه ...لتشهد صراعه مع ذاته .... تحي فيك تساؤلات متناقضة كيف يكون الحر اسيرا وكيف كان الاسير حرا

هل يستحق رجب كل ذلك الجلد الذاتي وتأنيب الضمير ... هل فعلا خان رجب رفاقه .... هل يحاول الكاتب ان يجد للخيانة اعذارا .... ام ان الرد على الخيانة لا يكون ابدا خيانة ...اولئك الجلادين خانوا الانسانية امتهنوها اعظم امتهان


جسد رجب ....الروح في مواجهة الجسد ...الارادة والمرض ...النصر لمن ؟؟؟

والمرأة في الرواية هي كل شيء بالنسبة الى رجب اذا ضعفت ضعف ان صمدت اشتد واستأسد .. ان حضرت ان غابت ان بكت ان ابتسمت ان فرحت ان حزنت

............يحيى يموت ...انفعالاتها تحدد مصيره

اخر سلاح لرجب سلاح ذو حدين للانتقام من تلك الوحوش البشرية وللتكفير عن ما اعتبره خيانته الازلية ...سلاح رجب الكلمة ...اراد ان يقولها بيقين كان واثقا انها ستطهره وستطهر قلب شرق المتوسط .... لكن دموع المرأة ..روح الوفاء للاحبة .... تقتل بداخله الانانية وتحيي المقاتل الفدائي

يعود رجب بعد ان كان قريبا من الخلاص يعود ليكسر احلامه وطموحاته على ضفة شرق المتوسط يعود لكن بروح جديدة روح صلبة منتقمة ...ستشعر ان رجب يدمر نفسه ليدمر اعداءه .......

اختزن الكاتب كل الالام الى النهاية ...ستتساءل وانت تطوي الكتاب كيف للكلمات ان تترجم كل هذه المعاناة كيف لمجموعة من الحروف ان تجعلك تتوه في بحر من الافكار والتساؤلات ...وانت تطوي الكتاب تتملكك قشعريرة شديدة وتذهل وانت تكتشف ان كل ما قراته وما تصفحته كتبه شخص قبيل المماة

نعم كنت تقرا لميت .. ميت كان يحيي فيك اشياء واشياء

ان كانت روحي طلبت في نهايات قطرات ماء ففي شرق المتوسط تتوق الى طوفان عساه يغسل كل الاحزان يدمر كل شيء فيتساوى السجان مع السجين وتلك الكدمات التي تطبع على الاجساد وتلك الدماء وتلك الاهات المنبعثة في الارجاء سنكون كلنا بها سواء ...



شيء اخير راق لي في شرق المتوسط واوحى لي بفكرة ( اناقشها معك استاذ شيفرة لاحقا )

فكرة ان يكتب الرواية اكثر من شخص ...هذه الفكرة عرضها منيف صراحة على لسان رجب عندما طلب من اخته انيسة وزوجها حامد وابنهما عادل ان يشاركاه في كتابة رواية

وفعليا الرواية بقلمين او بلسانين لسان رجب واخته انيسة ...انها فكرة جميلة وقد احببتها فعلا

في الواقع مازال لديا الكثير لاقوله لكني افضل ان اتوقف هنا ....اتمنى اني وفقت والا فبالتاكيد تصبح فكرة الدورة اكثر من مستعجلة ههههههه