غَريبٌ صِرْتُ فِي وطني
هذه القصيدة جرت على لسان مواطن عاش ردحا كبيرا من عمره في بغداد ثم سكن الانبار ولما حدث ما حدث من التهجير عاد لبغداد محمﻻ بالجراح فقوبل بمسألة الكفالة والكفيل فجاشت المشاعر في قلبه وانطلق لسانه ليقول :-
غريب صِرْتُ في وطني
قيثارةُ الاحزانِ احمِلُها
على ظهري فَترهِقني
سَاشْدوا كل الحاني
وانثرُ كلَّ احزاني
وابكي اليومَ ياوطني
وابكي اليومَ ياوطني
اعانقُ بعضَ احزاني فتخنقني
بلهفةِ كلِّ مشتاقٍ ستَحضُنني
تُكَسِّرُ كلَّ اضﻻعي وتسحقُني
وتعصرُني
لِترميني فُتاتاً وجلدي صائِرٌ كفني
وبغدادٌ هيَ الاخرى تعاديني
فَتطردُني
تريدُ كَفالةً مني
تريدُ وكالةً عني
انا ابنُ بغدادً انا
لماذا الهجرُ يا امي
انا الكرخُ لي سكنٌ
وفي الرصافة عاشَ اخواني
على الكورنيشِ قدْ سرنا
ومقهى امُ كلثومٍ تُذَكِرُنا
بايامٍ قضيناها وما خِلنا
باَنّا بعدَ اعوامٍ سَنُطْرَدُ
مِنْ مواطننا
ونغدو كلُّنا غُرْبى
ونغدو كلُّنا غربى
فاينُِ الاهلُ والقربى
اَ كلُّ الاهلِ قَدْ ماتوا
واضْحَوا كلُّهمْ قُربى
عُذْرَاً اَيا بغدادُ يااُمي
فَانْتِ اﻻنَ مثلي اﻻنَ في حُزْنِي
مقيدةً مكبلةً
ﻻ تدري!!
ماذا يصْنَعُ القَدَرُ
وﻻ تدري بما يجري
شهرزادُ الامسِ قدْ ماتَتْ
مِنَ الرجسِ
فﻻ قصصٌ سَترويها
بعدَ الانَ يا امسي
والشّهرَيارُ:؟
نامَ في الحبسِ
وجعفرُ المنصورُ
ما اضحى قوياً صادقَ الباسِ
فﻻ ارضٌ سَتأويهِ
سيبحثُ في بغدادَ عنْ رمسِ
عُذراً ايا بغدادُ مَمْلكَتي
فَاِني اﻻنَ محزونٌ
ﻻني اﻻنَ في وَطَني
غريبٌ حاملٌ كَفَني
واِنْ قلتُ
واِنْ صحتْ
فَﻻ احدٌ سَيَسْمعُني
سَيرجعُ كالصدى صوتي
ويطرقُ وَقْعُهُ اذني
غريبٌ صِرتٌ في وطني
غريبٌ صِرتُ في وطني
غريبٌ صِرتٌ في وطني ...