Thursday 19 april 2012
السعودية ستشهد 45 يوما ممطرا وصيفاً أقل حرارة
خبراء في المناخ: الهطول سيستمر حتى نهاية "الثريا" أواخر مايو المقبل
الرياض - العربية نت
توقع خبراء في المناخ والأحوال الجوية استمرار موجة الأمطار على مختلف مناطق السعودية طوال شهر ابريل الجاري وحتى أواخر مايو أو بداية شهر يونيو، حيث بداية الصيف الذي سيكون أكثر حرارة وعرضة لعودة موجات الغبار التي لن تتوقف عن وسط وشرق وشمال السعودية.
ورجح الخبراء الذين تحدثوا لـ"العربية.نت"
أن يكون فصل الصيف أقل حرارة مما كان عليه في السنوات الماضية نتيجة الأمطار الحالية، أسوة بما كانت عليه الأجواء في عام 1982 الذي حظيت فيه السعودية بأمطار مماثلة، مشددين على أن الأمطار الحالية ستخفف من حدة حرارة الأرض.
ويؤكد الخبير الفلكي صالح الصالح أن موجة الأمطار الغزيرة ستتواصل حتى أواخر شهر مايو المقبل، ويقول لـ"العربية.نت":
"من المتوقع استمرار هطول الأمطار مع دخول الثريا الذي يستمر حتى 25 مايو.. وهذه الفترة تكون عادة ممطرة"، ويتابع: "منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تأت أمطار في هذا الوقت مثل ما جاء هذا العام، عادة تكون الأمطار قليلة في هذه الفترة، العام الماضي لم ينزل المطر إلا مرة واحدة في شهر أبريل، ولكن هذا العام، ومنذ أكثر من شهر، هناك أمطار ورياح رطبة من الجنوب.. ومن منطقة سدير وحتى الخرج حظيت بنصيب وافر من الأمطار عكس المناطق من شمال سدير".
وتابع الصالح: "يتوقع في الأسبوع المقبل وتحديدا الأحد أو الاثنين أن تعود موجة الأمطار القوية ومن المحتمل أن يتواصل المطر حتى 25 مايو، وفيه يدخل نجم (التويبع) وفيه تقل السحب وتكون صغيرة وكثيرا ما يأتي معها الغبار.. وقد يكون فيها مطر، ولكن الغالب أن خروج الثريا هو خروج موسم الأمطار". ويضيف: "الأمطار الحالية ستفيد الأرض ولكن ليس بالشكل الذي كانت ستكون عليه لو أنها في (الوسم) الذي أمامه الشتاء حيث تفيد للأرض كثيرا.. فالآن تشرق الشمس ويتبخر معظم المطر إلا ما تعمق في الأرض والأودية".
ويشدد الصالح على أن دخول (التويبع) يعتبر بداية حقيقة لشهر الصيف، لأنه يكون أكثر حرارة.. ويقول: "مع دخول التويبع يبدأ الصيف فعليا.. لأن السحب تقل.. ولكن بالحسابات القديمة يعتبرون أن 25 يونيو هو بداية فصل الصيف. ولكن قلة السحب تؤدي لارتفاع الحرارة وفيه تدخل (كنة الثريا) وهي أوقات شديدة الحرارة وسبق وأن وصلت في مكة ورابغ 48 إلى 50 درجة مئوية".
ويرفض الصالح توقع درجة الحرارة في فصل الصيف المقبل، مشددا على أن التوقع البعيد لا يكون في الغالب صائبا.. ويضيف: "من الصعب التوقع كيف سيكون الصيف، فهو ما يزال بعيدا ويصعب التكهن حوله.. فالحكم يكون على الأوقات القريبة وغالبية التوقعات البعيدة لا تصدق".
كما يتوقع استمرار موجات من الغبار تتعرض لها المناطق الوسطى والشرقية من السعودية، ويقول: "أطلقنا على العام الماضي (سنة الغبار) وهذا العام أيضا فيه غبار كثير، لأن الغطاء النباتي قل كثيرا عن العادة، وزاد ذلك من تصحر الأراضي ".
ويتابع: "ستصل الرياض اليوم موجة غبار، ولكنها خفيفة.. وقبل عشرين يوما كانت هناك موجات غبار كبيرة جدا.. ومن المتوقع أن تأتي موجات غبار كبيرة في الأيام القادمة، وهي تأتي مع المنخفضات الجوية.. فكل منخفض جوي له جبهة باردة وجبهة ساخنة.. فبالباردة تندفع بقوة داخل الجزيرة العربية وتضرب الأرض وتحمل الغبار معها.. والأرض ليس فيها غطاء نباتي يمكن أن يخفف من تحرك الغبار، لأن التصحر زاد كثيرا عن السابق بسبب الرعي وقلة الأمطار".
حرارة أقل
ومن جانبه يؤكد الخبير الفلكي خالد الراضي على أن فصل الصيف سيكون أقل حرارة من المعتاد في السنوات الماضية بسبب الأمطار الحالية، ويقول للعربية.نت: "من المتوقع أن يكون فصل الصيف المقبل أقل حدة.. لأننا اعتدنا عندما تكون هناك أمطار في هذا الوقت تكون الحرارة أقل.. كما حدث في عام 1982.. يومها كان الصيف خفيفا ولطيفا بسبب اخضرار الأرض وقلة الجفاف".
ويؤكد الراضي على أن الأمطار ستتوقف لثلاثة أيام، على أن تعاود مجددا منتصف الأسبوع المقبل، ويقول: "عمليا انتهت موجة الأمطار التي امتدت من 23 مارس وحتى 17 ابريل.. هي مستمرة.. ولكنها ستتوقف قليلا". ويتابع: "سيكون هناك هدوء في الأيام المقبلة وحتى منتصف الأسبوع المقبل، وهي تعتبر فترة هدوء طويلة مقارنة بالأيام الماضية التي كان في كل يوم مطر تقريبا على كل مناطق السعودية، خاصة المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية والشرقية.. واحتمال أن تتعرض المرتفعات الجنوبية حاليا للأمطار.. على أن تتكرر الموجة في الأسبوع المقبل مع دخول هواء بارد للوسطى والمنطقة الغربية.. الخميس والجمعة المقبلان، وقد يكون معهما غبار وانخفاض في درجة الحرارة".
وحاليا تعيش مختلف مناطق السعودية أجواء معتدلة خلابة مع أمطار شبه مستمرة.. وهو ما يتمنى السعوديون أن يستمر أكثر.
الأمطار والسيول "تعرِّي" ضعف بنية عسير التحتية
مطالبات بتشكيل لجنة عاجلة لبحث تردي تلك المشروعات من قبل وزارة البلديات
شوارع في أبها تحولت إلى بحيرات
كشفت السيول الأخيرة إثر هطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجنوبية في السعودية ضعف خدمات البنية التحتية للطرق والشوارع التي تحولت إلى بحيرات، تسببت في حدوث حالات احتجاز وإرباك في الحركة المرورية.
وتعد محافظة خميس مشيط بمنطقة عسير واحدة من المحافظات التي تعانى من سوء تصريف مياه الأمطار وسط نداءات متكررة من السكان لإيجاد حلول عاجلة من قبل أمانة المنطقة.
وبنفس المشاهد تتكرر في محافظة تثليث التي عاشت ساعات من القلق والإرتباك في حركة السير مع هطول الأمطار الغزيرة أمس الأول وتحركت أجهزة الإنقاذ لنقل محتجزين إلى أماكن آمنة وتم سحب سيارات من وسط تلك البحيرات.
وغمرت مياه السيول منازل في قرى ووسط أحياء خاصة في مراكز تابعة لمنطقة عسير كما حدث لمنزل المواطن مسفر الربيع بمركز طريب وتسببت في نفوق عدد من أغنامه.
وعبر محافظ محافظة بيشة محمد المتحمي في حديثه لـ "العربية . نت" عن خيبة أمله إزاء فشل مشروعات تصريف مياة الأمطار داخل بعض الأحياء التي سببت أضرار كبيرة ، وطالب المسئولين المعنيين بتقارير سريعه عن أسباب تعثر تلك المشروعات.
ومن جانبه قال لـ "العربية .نت" مدير مرور منطقة عسير العميد سعيد مزهران تجمعات المياه في بعض الشوارع والطرق الرئيسة تسببت بوقوع حوادث مرورية وإحتجازات لعدد من السيارات تعاملت معها دوريات المرور.
والأمر لايختلف عن سابقه بالنسبة لمنطقة نجران فقد تحولت شوارع المنطقة إلى بحيرات من الماء دفعت الأجهزة المعنية للتحرك السريع لشفط تلك المياه خاصة في أحياء الحضن وزور الجعرة وآل الحارث ومراطة، و طريق مغرة ، ومنعت السيول دخول المراجعين إلى مستشفى نجران العام بسبب تكون تلك البحيرات بشكل مكثف عند بوابة المستشفى.
وكذلك الحال لشوارع بعض محافظات منطقتي جازان والباحة ، واجمع عدد من المواطنين أن ضعف مشروعات تصريف المياه تسببت بوقوع حوادث مرورية ودخول مياه الأمطار إلى بيوت سكان ، وأجمعوا على ضرورة تدخل وزارة الشئون البلدية لتشكيل لجان عاجلة لبحث مشروعات تصريف مياه الأمطار المتعثرة.