عندما يبكي الحب البشر ،، قصة حقيقية محزنة
كان صاحبنا شاباً في مقتبل عمره طموحاً وسيماً ومتديناً ولديه وظيفة جيدة ، وقد قرر أهله أن يخطبوا له ، وكما هي العادة فقد أجمع الأهل أن يخطبوا له إحدى قريباته المشتهرة بالجمال والدين ، وتقدموا لخطبتها رغم أنه لم يكن يميل لفكرة الزواج من الأقارب
فقبلت أهل تلك الفتاة ورحبوا بالأمر
وجاء هذا الشاب ليرى الفتاة فأعجب بها أيما إعجاب ووافق الطرفان وتمت الخطبة
وشأن هذا الشاب شأن الخاطبين فقد كان متيماً عاشقاً لخطيبته يقضي جل وقته معها
سواء بالهاتف أو في زيارتها ،،
وقد شغله الأمر كثيراً وكان الأهل يتوقعون أن يقل هذا الحب تدريجياً
ويخف هذا التعلق بالزواج كما يحدث لدى الكثيرين
ولكن بعد زواج هذا الشاب ظل الأمر على ما هو عليه
بل ازدادت المسألة تعقيداً فقد كان يخرج ليقض الضروريات
ثم يعود وفور عودته للبيت يتجه لشقته ويجلس مع زوجته بقية اليوم
لا يراهم فيها أحد
استمر هذا الأمر لمدة ثلاث سنوات وهم على ما هم عليه
ولكن بعد ثلاث سنوات بدأ الأهل يتحدثون أمامه
أن فلان وفلان الذين تزوجوا معه
أصبح لديهم طفل وطفلين
وهو لا يزال لم ينجب
وأن هذا الأمر يلزمه تدخل طارئ
وأن يلجئ الإثنين لفحوصات لمعرفة ممن العيب
وأنه يجب عليه أن يتزوج من ثانية لتنجب له وتملأ البيت عليه
فحزن هذا الشاب وقال لأهله أن هذا الأمر معلق بيد الله
وأن الحب الذي بينهما يحول بينه وبين أن يفكر بأخرى
وأنها تعوضه عن الأولاد ويتمنى أن يكون أولاده إن رزق منها
وقد كانت تحصل بعض المشادات على هذا الموضوع مع أهله أمام زوجته التي كانت تلتزم الصمت وتنسحب
ولكن بعد مرور سنتين من هذا الأمر والحب الذي بينهما باق ومستمر وما أندر الحب الذي لا يتغير مع الزمن
شعرت زوجته بتعب شديد وعندما نقلوها للمشفى أخبره الطبيب أنها تعاني من مرض عضال
وأن هذا المرض لن يبقيها على قيد الحياة إلا سنوات معدودة
وأنه يلزمها أن تبقى في المشفى على الدوام للرعاية الصحية
فقرر أن يجلب الأجهزة المطلوبة لبيته وأن يخصص ممرضة تشرف على رعايتها
وكانت التكاليف باهظة أدت إلى انحدار حالته المادية
ومع ذلك تكبد كل شيء وأصبح يطيل الجلوس عندها أكثر من السابق
بل أصبح مديره يراعيه فيعطيه أعمال يسيرة ويذهب لعمله ساعتين أو ثلاثة فقط يومياً
ثم يعود ليجلس بجوارها يواسيها ويتغزل بها
إلى أن كانت لحظة الوداع وفي أحد الليال شديدة البرودة في فصل الشتاء
كانت الدنيا تمطر وكان صاحبنا قريب من زوجته متمنياً أن لو يبقى معها
شعرت تلك الزوجة بدنو أجلها فابتسمت في وجهه وفارقت الحياة .
عندها أجهش ذلك الشاب بالبكاء ولم يكن له أن يتحمل فراقها
ولكنها الحياة لا تبقى لأحد وإن أضحكت أبكت
وظل هذا الشاب على هذا الحال ثلاثة أيام
حتى جاءت الممرضة التي كانت تعمل على رعاية زوجته
وأعطته نص رسالة تركتها زوجته " قمنا بإخفاء الأسماء من الرسالة " وكان نص الرسالة :
زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي .
أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها .
عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بإذن الله .
كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر ، وأرجو أن تسمي أول بناتك باسمي ، واعلم أني سأغار من زوجتك الجديدة حتى وأنا في قبري
ذلك هو الحب الصادق الذي لا يغيره الزمن بل كلما استمر زاد وهو مثالاً لحب نبينا صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب خديجة ويفضلها على سائر نسائه و يكرمها ، ومن كرامتها عليه أنه لم يتزوج إمرأة قبلها، و لم يتزوج عليها قط ، و لا تسري إلى أن قضت نحبها فحزن لفقدها
و كان كثير الذكر لها بعد موتها ، يستغفر لها و يثني عليها ، لدرجة أن نار الغيرة كانت تؤج في قلب عائشة من ذلك
قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناءٍ عليها واستغفارٍ لها ، فذكرها يوما ، فحملتني الغَيرة ، فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن. قالت : فرأيته غضب غضبا . أُسْقِطْتُ في خلدي وقلت في نفسي : اللهم إنْ أذهبتَ غضبَ رسولك عنّشي لم أعُدْ أذكرها بسوء . فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لقيت ، قال : كيف قلت ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس ، وآوتني إذ رفضني الناس ، ورُزِقْتُ منها الولد وحُرِمْتُمُوه منِّي قالت : فغدا وراح عليَّ بها شهرا
و في رواية اخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مجيباً عائشة : ( هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها ،
لا والله ما أبدلني الله خيراً منها)