بَعدَ صَلاَتَيْنِ وَ فَوضى اللاَوَعي
سَأظلُّ بِلا وَحيٍ
أمْضي إلَى هُوّةِ الحَدَس...
أرَانِي لاَ هُنَا و لاَ هُنَاك
بينَ جَسَدِ النَارِ أصْرخُ مِنْ جُنُونِ الوُجُود...
أنْتَ لاَ أنَا
أنَا أنْتَ مَعًا يَنْفَصِلاَنِ
كُنْ مَاءً فِي فَوضى السَكينَة
و اقْتَربْ و اغْتَربْ
بَعْدَكَ ثََمّةَ أبْعَادٌُ و سَفَر
كنْ وَرَقًا بلِاَ عِرْق
كُنْ نَايًا دَائِمُ الحُزن
سَأعْزِفُكَ لِلضَوءِ لِلحُلْم للِأبَد...
قَتَلتْه شَهْوتُه
فَأصَابَهُ النَزيفُ الشِعْريّ
مَنْ يُوقِفهُ عِنْدَ حَدِّه
أمْ تَمَادي الحَدُّ إلَى ضِدِّه
كـبُرَ التَوَجّعُ فَـطَارَ مِنْ مَنَامِهِ الكلَام
لاَ نُقْصَان حتَّى امْتَلأ بِـاللاَوُجُود
أضِيقُ وَ أتَّسِع حِيْنًا
ثُمَّ يَخْضَرُّ المَكَان فِي العَتمَات..
مَاذَا يَقُولُ الفَرَاغُ اللَيْلَكِيّ
وَجْهٌ يَتَهَرّبُ من ملَامِحِ الكَـآبَةِ
مُسَافِرٌ لا يَنْأى بَعيدًا عَنِ شَهَوَاتِ الشِعْر
حَيْثٌ جُثَّة العَتَمة
كـجَسَدِ أنْثى عَاريَة
اغْزِلُ لَهَا مِنْ رَمَقِ الأغْنِيَةِ
لَونَ السَوسَنَة و الفَرَح...
أنَا و أنْتِ شَمْعَةٌ وَاحِدَة
في ليْلَةٍ شِتْويّة
هَذَا عُمْرنا الآن
هـوَ حبٌّ قَديْـم
بَقيَتْ أوْرَاقُه تَرْتَجِفُ فِي هُدُوء الحَيَاة
حينَ يَمُرُّ خَريِفٌ سَهْوًا
هُوَ الآنُ و الغَدُ وَ المَاضِي الذِي لاَ يُعود....
مَنْ يُرَتِّقُ أحْزَانَ اْلكَمَان ؟
فِي حَيْرَةَ اللَيْلِ تَتَأتّى قُطُوفُ الأغْنِيَات
كُلّ كَلِمَةٍ لَمْ تُكْتَبْ
سَيَمْحُوهَا صَوتُ القَمَر,,
حَزينٌ كَأنَـا
أُولَدُ عَلَى سَريْرِ غَرْنَاطَةَ
و أدْخلَ مِن بَيْنِ ازْرِقَاق قَرْطَاجةَ اْلبَحْريّ
بلِاَ جَوَاز سَفَرٍ و لاَ بَوَّابَات ,
مَكْتٌوبٌ اسْمِي كَـرَمْزٍ عَلى وَرَقٍ
و قَدَ تَنَاسَاهُ الرَمْلُ وَ الحَجَر..
------
لطفي العبيدي