أوكرانيا تقاوم حرائق اجتاحت الغابات المحيطة بمحطة تشيرنوبل
تحاول هيئة الطوارئ الأوكرانية السيطرة على حرائق غابات واسعة النطاق في شمال البلاد، إذ باتت رقعتها تقترب من محطة تشيرنوبل النووية المهجورة.
وكتب وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف على صفحته في موقع "فيسبوك" مساء الثلاثاء 28 أبريل/نيسان أن الوضع تفاقم بسبب رياح عاتية، إذ بدأت دائرة الحرائق تتسع باتجاه المحطة النووية المهجورة، وسيطرت على مساحة 400 هكتار، وأوضح أن اللهب بات على بعد قرابة 20 كيلومترا من المفاعل النووي وعلى بعد 5 كيلومترات فقط من مقبرة النفايات النووية.
وتابع أفاكوف أن هناك اشتباها بأن يعود سبب الكارثة إلى إضرام النيران عمدا، وذلك نظرا لوجود عدة أماكن لاندلاع الحرائق على ضفتي نهر بريبيات الذي يمر في المنطقة.
أما ياتسينيوك فأعلن الأربعاء 29 أبريل/نيسان عن محاصرة الحريق، مؤكدا أن المستويات الإشعاعية طبيعية في العاصمة كييف.
وأعلنت قوات الشرطة والحرس الوطني حالة التأهب القصوى نظرا للمخاطر التي تنطوي عليها الحرائق، فيما توجه رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك إلى المنطقة ليشارك شخصيا في جهود إخماد الحرائق.
هذا وتظهر الغابات الملتهبة في صور التقطت عبر أقمار صناعية، وقال متحدث باسم "غرينبيس" في روسيا في تصريحات لإذاعة "موسكو تتحدث" إن كييف ترفض الإقرار بأبعاد الكارثة، فيما تبلغ المساحة الحقيقية للمنطقة المشتعلة قرابة 10 آلاف هكتار.
ويحذر نشطاء حماية البيئة من وجود مخاطر على سكان المناطق المجاورة بسبب احتراق الأشجار في المنطقة المحيطة بالمحطة المهجورة، وذلك نظرا لاحتوائها على مواد إشعاعية تسربت إلى الجو أثناء كارثة "تشيرنوبيل" عام 1986.
وتقول هيئة الطوارئ الأوكرانية إن أكثر من 180 شخصا يشاركون في عملية الإخماد بالإضافة إلى 34 آلية خاصة ومروحية "مي-8" و3 طائرات من طراز "أن-32".
وتقول الهيئة إن مستويات الإشعاع في المنطقة تبقى طبيعية، وتصر على أنه لا يوجد خطر يهدد الغطاء الضخم المقام فوق المفاعل رقم 4 في المحطة حيث وقع الانفجار.
يذكر أن منطقة تشيرنوبل بقيت مهجورة منذ الكارثة التي وقعت يوم 26 أبريل/نيسان عام 1986 في المحطة النووية الواقعة على بعد 12 كيلومترا من مدينة تشيرنوبل، إذ أدى الانفجار في المفاعل رقم 4 والحريق الذي اندلع بسببه إلى تسرب كميئات هائلة من المواد الإشعاعية السامة إلى الجو، وتعد كارثة تشيرنوبل الأسوأ من هذا القبيل نظرا لعدد الضحايا وتكاليف إزالة آثارها، وتسببت بتلوث إشعاعي خطير في مناطق شاسعة بلغت مساحتها 50 ألف كيلومتر مربع في 12 مقاطعة من المقاطعات الأوكرانية الـ24، كما طالت دائرة التلوث 19 إقليما روسيا تبلغ مساحتها 60 ألف كيلومتر مربع وتعداد سكانها 2.6 مليون نسمة، وطالت كذلك مناطق بيلاروسية مساحتها 46.5 ألف كيلومتر مربع أي قرابة 23% من المساحة الإجمالية للجمهورية.
المصدر: وكالات
http://ar.rt.com/gr02