بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***************
إنّ الله جلّ جلاله واسع الرحمة والمغفرة، كما وصف ذاته المقدّسة في محكم كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًَ﴾... النساء:43
ونحن عبيده التائهين في ظلمات الدنيا لسنا بغنى عن عفوه ومغفرته الواسعة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام
في المناجاة -: "إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي"... أمالي الصدوق، ص 73
ولكن نحن عبيده المتجرِّئون على معصيته في حضرة قدسه، نرى خيره إلينا نازلاً وشرّنا إليه صاعداً، فهو يُقبل علينا بالعفو والمغفرة، ونحن نعصيه بل نزداد عصياناً، وكأنّنا لا نعلم بأنّ المغفرة الإلهيّة تتنزّل على من اجتنب الذنوب والمعاصي ...
يقول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: "وكن لله مطيعاً، وبذكره آنساً، وتمثّل في حال تولّيك عنه إقباله عليك، يدعوك إلى عفوه، ويتغمّدك بفضله، وأنت متولٍّ عنه إلى غيره!"... نهج البلاغة
فحقاً يا إلهيّ وسيّدي ومولاي.. أنت كما وصفك أمير البلاغة عليه السلام: "فإن عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن عذّبت فمن أعدل منك في الحُكم؟"...
لذا دعونا نرفع أكفّنا ونتوجّه بقلب خاشع خائف مُنكسر مُتذلّل، وبعين باكية راجية رحمة الله ومغفرته، وبلسان صدق يُردِّد مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام: "إلهي جودك بسط أملي، وعفوك أفضل من عملي...
إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك...
فلا تجعلني ممّن صرفت عنه وجهك، وحجبه سهوه عن عفوك" ...
::: نسألكم الدعـاء :::