تطورت أنظمة حماية الحسابات الإلكترونية (أونلاين بانكنغ) كثيرا في الآونة الأخيرة، وزاد عدد الزبائن الذين يديرون حساباتهم على الكومبيوتر، لكن هذه الأنظمة لا تزال بعيدة جدا عن الأمان المطلوب.
يثبت هذا أن ألمانيا نجح مؤخرا في اختراق 119 حسابا مصرفيا من حسابات «بنك البريد» الألماني. ويمثل «بيتر ف» (54 سنة) أمام محكمة كولون بتهمة الاحتيال والسرقة في عشرات الحالات. كما توجه النيابة العامة له تهمة الإثراء غير المشروع عن طريق اختراق حسابات 119 شخصا من زبائن البنك.
«بيتر ف» الذي يعيش من عمله كعامل يدوي، وليس كخبير كومبيوتر، كسب 128 ألف يورو من خلال اختراق الحسابات المصرفية وتحويل مبالغ معينة من هذه الحسابات إلى حسابه الخاص. والمشكلة أن المتهم ذكر أمام القاضي أن اختراق الأنظمة الأمنية للبنوك كان «سهلا جدا». ولأنه كان بحاجة إلى عناوين وتواريخ ولادات الزبائن، كي يخترق الحسابات الإلكترونية، فإنه لجأ إلى «فيس بوك» بغية الحصول على هذه المعطيات الشخصية. واستخدم المعلومات المتجمعة لديه في تزوير بطاقات إلكترونية فتحت له مجال سحب مبالغ صغيرة من الأجهزة الأوتوماتيكية في الشوارع.
واعترف اللص الإلكتروني بأنه سرق أيضا ختما أصليا من أختام بنك البريد بعد أن غافل الموظفة العاملة خلف شباك الزبائن. واستخدم الختم في تزوير 239 من التحويلات الورقية من الحسابات المصرفية إلى حسابه الخاص. وسطا «بيتر ف» أيضا، ولمدة أشهر، على بريد عشرات الأطباء والمحامين في ولاية هيسن كي يحصل على المزيد من المعلومات الشخصية التي تتيح له تنفيذ فكرته.
وقد برر اللص سرقاته بحاجته إلى النقود بسبب إدمانه الكوكايين، وقال إن ما اختلسه من أموال ذهب إلى جيوب تجار المخدرات. وينتظر أن تصدر المحكمة عليه حكما بالسجن لعدة سنوات، رغم أن محامي الدفاع طالب لموكله بالسجن 18 شهرا مع وقف التنفيذ.