الامام علي علية السلام معيار الايمان
ان الحديث النبوي ((لايحبك الامؤمن ولايبغضك الامنافق))
الوارد في حق امير المؤمنين علي علية السلام يشكل معياراً وأساساً للتميز بين الصحابة المؤمنين عن الصحابة المنافقين ,
هذا علما أننا انما نخص الصحابة بقولنا هذا لا, لكي نحد من فاعلية هذا المعيار النبوي وانما لان حديثنا فعلا مقتصر هذه الفتة , الا فاالمعيار النبوي يتجاوز دائرة الصحابة ليشكل معياراً هاماً في حياة المسلمين في العصور كافة .
ومن هنا ان حب علي علية السلام وبغضة يعد معيارا مهما للحكم
على ايمان المرء او نفاقة.
وان حديث عدالة أي شخص مسلم لايستقيم منهجيا مالم يتم الفراغ من حبه لعلي علية السلام
والكي تتخذ هذا القاعدة المنجهية محلها اللائق بها سياق البحث ,
علينا اولا : العودة الى القران الكريم والبحث فية عن وجهة نظرة في هذا الصدد, هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار ان ايات القران يفسر بعضها بعضا وياخذ اولها برقاب اخرها لتشكل في النهاية رؤية واحدة متكاملة .
والان لوعدنا الى الايات القرانية الشريفة لو جدنا ان البعض يضع
موضوع تقييم المرء في ثلاث نقاط
النقطة الاولى : هي ان يكون الشخص مؤمنا قلبيا وليس منافقا
وقال الله تعالى(({قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 14]
ففي هذا الاية لايكون الانسان مؤمنا بمجرد تصريحة اللفظي
النقطة الثانية : هي ان يوصل الانسان المؤمن ايمانة دون انقطاع
اونقلاب او تبدل في هذا الايمان يقول الله تعالى (({إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح : 10]
فلا تكفي البيعة وحدها لاثبات ايمان المرء وانما علية الايفاء بما عاهد الله علية
النقطة الثالثة وهي ان على الانسان ان يصحب ايمانة بالعمل الصالح والافات الايمان الحقيقي لايتحق بمجرد الاعتقاد القلبي
وهذه الاية تضمن النقاط الثلاث معا
قال الله تعالى (({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات : 15]
هذه تحديدا هي الصفات التى يرسيها القران الكريم لكي يتحقيق ايمان الانسان المسلم
بعد هذه المقدمة لابد ان نعرف موقف الايات القرانية من اشكالية غدالة الصحابة
اما الايات التى تمسك بها لبعض في اثبات دعوى عدالة جميع الصحابة
الاية الاولى :قولة تعالى (({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح : 18]
ومن الواضح ان هذه الاية لاتتحدث عن مطلق الصحابة المؤمنين وغير المؤمنين وانما اقتصرت على المؤمنين فحسب فقالت((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ))
والكن السؤال المهم هو من هولاء المؤمنون الذين قصدتهم الاية الكريمة ؟؟
وهنا لابد لمن يودالحصول على الجواب ان يعود للميزان الذي
وضعة رسول الله صلى الله علية والة وسلم حين قال ((الايحبك الامؤمن والايبغضك الامنافق))
الاية الثانية : قولة تعالى(({مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح : 29]
هذه الاية من اهم الايات التي يستدل بها البعض على العدالة الصحابة متمسكين بما ورد فيها من جملة ((وَالَّذِينَ مَعَهُ))
اذ هي مطلقة وتشمل الجميع والكن ذيل الاية يثبت عكس هذه الدعوى , اذ تقول الاية ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
وحرف (من) في كلمة ((منهم)) يدل على التبعيض اي ان بعض اولئل ((الذين معة)) وعدهم الله بالمغفرة والاجر العظيم
الاية الثالثة : قولة تعالى {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة : 100]
ونقطة الخلاف في الاستدلال بهذه الاية الكريمة هو بيان معني كلمة ((من)) في قولة تعالى ((مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ))
فالبعض اعتبرها ((بيانية )) وتبعا جعلها احد ادلتة على عدالة الصحابة لانها مطلقة في الحديث تشمل جميع المهاجرين والانصار.
الا ان علماء مدرسة اهل البيت لايوافقون على هذا الفهم ويذهبون الى تفسير كلمة ((من)) بالتبعيض ودليلهم على ذلك الاية التالية
حيث يقول الله تعالى {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة : 101]
التي اوضحت ان من اهل المدينة من هو منافق , وعلية فان الايمان شرط في تحقيق رضوان الله عليهم
يضاف الى ذلك اننا اشرنا فيما سلف الى قاعدة في غاية الاهمية ينبغي للمفسر القران الكريم او الناظر في اياتة نصب عينية
ينبغي للمفسر القران الكريم او الناظر في اياتة نصب عينية
وهي ان القران الكريم يفسر بعضة بعضا
واذا عدنا الى الاية محل البحث وقولة تعالى((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ))
فان القران الكريم نفسة يحسم الجدال في تحديد المعنيين
بقولة ((المهاجرين)) وذلك يقول الله تعالى (({فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران : 195]
هذه الاية وضعت قيودا للهجرة ولمن تسميتهم بــ (( المهاجرين))فليس مجرد الانتقال من مكان الى مكان اخر يعد مهجرة في ميزان الله تعالى
وانما على المهاجر ان يوذي في سبيل الله وان يتحمل المشاق في سبيل مبادي الدين .علما اننا نعرف ان جملة من الصحابة وممن عنهم كبار الصحابة
لم يعرف انهم قاتلوا في المعارك ولو مرة واحدة
اعداد قصي الحسيني