السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعد "جاكسون بولوك" من أهم الفنانين التشكيليين الأمريكيين خلال القرن العشرين , اشتهر بابتداعه لتقنية " السّكب" كطريقة تهدف إلى تجسيد حركة الفنّان في إطار يتميّز ببعد علائقي متناغم بين جسد الفنان و الفضاء : سيرورة تجسّد نبضات الفنّان أثناء حركته في علاقته بالأثر الذّي يحتوي الشّكل.
ترتكز الأعمال الفنيّة ل"بولوك" أساسا على مفهوم " الحركة" فهي ليست بعدا ثانويّا في عمله بل و أساسه.
يعتبر" بولوك" أنّ " الذّي يحدثه في اللّوحة ليست صورة و إنما حركة", حركة إذا تتبّعنا تغييراتها في أعماله سنتبيّن طابعها القصدي و المنظّم فلا شيء وليد الصّدفة , و ذلك بالرّغم من قوله بأنّه" عندما يكون فوق اللّوحة , فإنني لا أكون واعيا بما أقوم به , بل إنني لا أتمكّن من معرفة ما قمت به إلا بعد مدّة من الزّمن.." لأنّه يحيلنا بذلك إلى انخراطه الكلّي في العمليّة التشكيليّة و ليس الى العفويّة و اللاّنظام, و لعلّ ذلك ما جعله يؤكد في العديد من المرّات على الطّابع القصدي لعمله بقوله" إنني أستطيع أن أتحكّم في حركاتي أثناء الرّسم , ليس هنالك مجال للصّدفة".
انّ التّجربة التّشكيليّة ل"جاكسون بولوك" لا تنطلق من الفراغ بل و تقوم على نظرة خاصّة للعالم و للأشكال الموجودة فيه تجسّمت في مسار علائقي خاصّ لا يقوم على حركة عفويّة و إنما على فعل هادف و حركة مقصودة و أثر يحوي رؤية خاصّة للعالم