في بلاغتنا العربية ما يعرف ب :
الجناس الناقص :
وهو لون بلاغي في استخدام التراكيب اللغوية لأثارة الأذهان لمعرفة فنون البيان والبديع في لغتنا العربية الثرية بدلالات معاني حروف الكلمات حسب مواضعها وضبط تشكيلها في الأساليب المستعملة
حتى لو كانت متشابهة التركيب مختلفة الأصول في حروفها نحو قوله سبحانه وتعالى في سورة المدثر:
( ............. و ( ربَّكَ فكبِّر ) فإن العكس والطرد الموجود في تلك الآية الكريمة إذا فككت حروفها هكذا :
( ر ب ك ف ك ب ر ) فإنك تستطيع أن ترى فيها من الجمال اللغوي والبلاغي ما يعجز عن تصويره إلا الإعجاز القرآني الكريم ؛ فتقرأها من اليمين كما تقرأها من اليسار ، وهذا ما يسمى بالعكس والطرد
أما لون الجناس الناقص في علم البديع البلاغي فيأتي على أربعة أوجه :
1- تبديل مواضع الحروف في الكلمتين المتساويتين في نفس العدد ونوع الحروف ( الأصول )
2- تغيير ضبط التشكيل على الحروف في الكلمتين المتساويتين في حروفهما
3- نقص بعض الحروف من كلمة من الكلمتين المستعملتين في الٍأسلوب عن الكلمة الأخرى
4- اختلاف حرف واحد أو أكثر بين الكلمتين واتفاقهما في بقية الأحرف مع اختلاف المعنى
ولتوضيح ذلك نقرأ العبارة التالية على سبيل المثال لا الحصر :
( كَرَمَ مَع صديقه ثم مَكَرَ به ؛ مَرَحَ برُمْحٍ فأصابهُ ثم رَمَحَ عنه )
*تأمل الكلمتين ( ك ر م ـــ م ك ر ) أصولهما ثلاثية تم تبديل مواضع نفس الحروف فيهما ، وقد دلت كل منهما على معنى مختلف ( فالكرم غير المكر ) وهذا نوع من الجناس الناقص
( اتفاق الكلمتين في عدد الحروف واختلافهما في المعنى )
*ثم تأمل الكلمات ( مَ رَحَ ــ رُمْ حٍ ــ رَمَ حَ ) أصولهم واحدة وضبط كل منها مختلف وأدت معاني مختلفة
وهذا نوع آخر من الجناس الناقص في تغيير تشكيل الحروف واختلاف المعنى
*ثم تأمل قول القائل : هذه فتاة ( تحسب أُمَّها مَها ) ترَ تشابه حروف ( مَها ) مع ( أمها ) ونقص حرف الهمزة من الثانية ، مع اتفاق الضبط في الحروف المتشابهة
وهذا نوع ثالث من الجناس الناقص في البلاغة ، يثير الذهن في متابعة الحروف ومعرفة ما تدل عليه
*أما النوع الرابع والأخير من فن الجناس الناقص فتراه في مثل قول الكاتب يصف قوما :
( كل فرد فيهم ذو قامةٍ هامة ، ورأس ما عليها بأس )
تأمل كلمتي ( قامة وهامة ) وكلمتي ( رأس وبأس ) تلحظ اختلاف الأولى في حرف القاف عن الهاء في الثانية ، وتلحظ اختلاف ( الراء في الثالثة عن الباء في الرابعة ) وتساوي كل كلمتين بعد ذلك في باقي الحروف . وهذا النوع يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الأذن مع إثارة الذهن في المعنى المقصود