أخذت الشمس بالمغيب وحل موعد غروبها مع تناثر اللون الأحمر هنا وهناك
ارتدت ملابسها ، تعطرت ، رتبت خصلات شعرها الأسود الذي كان يغازله
أماه أنا ذاهبة ... كانت فرحتها كفرحة طفلٍ يحصل على لعبة تمناها طويلاً
مرت على بائع الورد ..عماه أريد أجمل باقة ورد لديك
عرف الرجل أنها ستلتقي به وقال .. لقاء بعد غيابٍ مضنٍ أليس كذلك ؟
أومأت برأسها واكتفت بابتسامة خجولة وأكملت طريقها
كان قلبها يرقص فرحاً ولهفة للقائه
جلست في المكان نفسه وفي التوقيت ذاته تنظر يميناً ويساراً وتعاود تكرار ابتسامتها ، تخفض رأسها وتقول بهمس .. أيها الورد سيأتي اليوم لأكحل عيني به
بدأ المكان يغور بالظلمة وبدأت الناس تغادره ولم يبقَ أحد سواها وكأن عينيها تقول لماذا لم يأتِ ؟! لماذا لا ألمح طيفه في الأفق ؟!
انتظرت وانتظرت لكن لا يزال بعيداً بعيداً جداً
قررت المغادرة وتركت الورد الذي بدأ الحزن يتسرب إلى أوراقه ورجعت إلى بيتها تجر خلفها خيبة انتظارها الطويل
دخلت غرفتها واقتربت من زجاج النافذة وهي تتمتم مع نفسها ... كنت متشوقة لرؤيتك ، لابتسامتك ، لعطرك ، لأنفاسك كان قلبي ينبض بك قبل أن يراك لكن سأعود غداً لأنتظرك نعم سأعود
ابتسمت وقالت سأراك ياسيدي أنا متأكدة من ذلك .