همسَتْ بغُنّة طفلةٍ سَهِدَ الحنينُ برِمشِها :
" مشتاقةٌ لِرقيقِ دفْءِ في إزاركْ "
فأجبتُها : " يا درّتي هل تعلمين بأنّني
أدمنتُ عدَّ النّجمِ ليلاً بانتظاركْ ؟
حتى إذا اغتصَبَتْ جفوني من سَهادي ساعتينْ
نامَتْ بحُلْمٍ كانتْ لهُ أجفانيَ الوسْنى خمارَكْ
وإذاتبَسّمَ ثغْرُ صُبحي بين وجنات الكرى
أسرعْتُ أبْحثُ في جدائلِ نورِهِ
عن نفْحةٍ من عطرِ فجركِ أو دثارِكْ
ويمرّ سربُ الطيرِسعْيا في منابعِ رزقِهِ
أُصغي إليهِ لعلّهُ من بينها يشْدو هَزارُكْ
وإذا تسلّلتِ الصّبا بين العرائشِ في المساءْ
أُدني إليها وجْنتي ...أشكو إليها وحدتي
فتئِنُّ مثلي من حنيني في انتظارِكْ
وتشيخُ أيّامي وأحلامي ويصْهرُني الجوى
ويرنُّ عشقي حلْقةً ذهبيّةً في بابِ دارِكْ
( علقمة اليماني )