البئر الذي القي فيه يوسف عليه السلام
لا يعرف بالضبط موقع البئر، أهو في منطقة نابلس، أم في سوريا كما يعتقد البعض، أم هو في مكان آخر. المهم أن البئر الذي يعنينا يعتبر منذ قرون طويلة البئر الذي وضع سيدنا يوسف (ع) فيه من قبل اخوته. وقد ذكر ذلك مؤرخون ومسافرون عرب وغير عرب وأكدوا وجود البئر المقدس في هذا المكان. وإحدى الآراء التاريخية تقول إن قصة سيدنا يوسف (ع) كانت لدرجة قوية وشائعة في أذهان الناس ف...ي السابق وكان لها تأثير ظيم عليهم فأخذوا يطلقون على كل بئر له أوصاف مشابهة وله أهمية تاريخية اسم بئر سيدنا يوسف.
والدليل على ذلك وجود عدة آبار في المنطقة تحمل هذا الإسم.
وقد جاء ذكر البئر في هذه المنطقة في تاريخ ياقوت الحموي في القرن الثالث عشر وفي مصادر صليبية وفي سجلات من عهد المماليك.
وفي عام 1470 زار البئر الرحالة البلجيكي أدورنو مع ابنه جان وفي عام 1599 زار البئر الرحالة الإيطالي روكاتا الذي يقول إنه التقى بجانب البئر مع قوافل حجاج مسيحيين توقفوا عند البئر للزيارة والتبارك وهو يتحدث عن مبنى الخان الذي يعتقد أنه أقيم في منتصف القرن الخامس عشر.لا يذكر المسافر أن الحجاج ناموا في الخان وإنما يقول إنهم توقفوا بجانبه للراحة ولزيارة الجب.وقد جاء ذكر للبئر في الخريطة التي وضعها جاكوتين، مهندس الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابارت الذي توقف في منطقة قريبة وحاصر مدينة عكا لمد طويلة
.وقد عثر على وصف مفصل للمكان في سجلات الرحالة الأوروبي بركهارت من سنة 1812 الذي يصف البئر أنه محفور في الصخر والمياه موجودة فيه طوال أيام السنة، ويصف الجبال حول المنطقة بأنها مغطاة بحجارة سوداء ويقول إنها حجارة كلسية كانت بيضاء لكنها تحولت إلى سوداء إثر تساقط دموع سيدنا يعقوب (ع) الذي كان يبحث عن ا بنه يوسف (ع).
وهذا لا يمنع تحير الكثير من الباحثين في تحديد مكان جب سيدنا يوسف عليه السلام
وهناك مكانين في فلسطين يرجح ان الجب احدهـما الاول هو بئر الجناب في بلدة قبلان ’ والاخر هو بئر في بلدة سنجل
لكن المرجح والاغلب ان المكان الصحيح هو بئر الجناب في بلدة قبلان وذلك للادلة التالية: -
• المؤرخ مجير الدين في العصر المملوكي يقول ان جب سيدنا يوسف يقع بين نابلس وسنجيل ( سنجل) ولم يقل في سنجيل وتقع قبلان بين نابلس وسنجل .
والان تتبع معي تفسير الايات واحداث القصة خطوة بخطوة
- اجمع المؤرخون ان سيدنا يعقوب عليه السلام كان يسكن مع ابنائه في موقع نابلس القديمة وقي تلة بلاطة شرقي نابلس .
- كانت طريق القوافل تتجه من دمشق الى مصر عبر فلسطين متتبعة الينابيع وعيون الماء
- القاقلة التي اخدت سيدنا يوسف الي مصر اتت من الشام الى نابلس ومنها الى الى القدس ثم الى مصر.
- لقد سارت القافلة من نابلس الى بير قوزا ثم الى خربة عفريت وخربة عفريتة المجاورتين لبلدة قبلان بالقرب نت بئر الجناب ومنها الى عين تلفيت ثم عين سالون قرب قريوت وبعدها عيون الحرامية بعد سنجل ثم عين سينا شمال رام الله فرام الله فبيت المقدس ومنها الى مصر. هذا هو الطريق القديم والتاريخي للقوافل .
اما الطريق المعبد الحالي فتم شقة في القرن التاسع عشر بالتعاون بين الحكومة العثمانية والماتيا .
- والان الى الدليل العقلي من خلال تفسير الايات :
- قال اخوة يوسف لابيهم( ارسلة معنا غدا يرتع ويلعب)) أي في الصباح . وفي الاية بعدها ( وجاؤوا اباهم عشاءً يبكون ) . ان مدة السفر بين نابلس و قبلان مشيا هي ثلات ساعات ذهابا وثلاث ساعات ايابا وهي فترة كافية لإن يذهبوا بغنمهم صباحا ويرعوها ويرجعوا عشاءً .
- قال اخوة يوسف ( يا ابانا انا ذهبنا نستبق و تركنا يوسف عند متاعنا) يوجد سهل كبير قرب بئر الجناب في قبلان يزيد طوله عن ثلاث كيلو مترات وهو كاف للسباق .
- القى اخوة يوسف اخوهم الصبي في البئر ومكث فيه حتى وصل وارد السيارة ’ والملاحظ ان يوسف لم يغرق ولم يستطع الخروج
. وهذة ميزة بئر الجناب حيث ان مستوى الماء فيه يصل الى حد معين فلا يرتفع مهما ترك البئر ولم يؤخذ منه ماء ’ كما ان مستوى الماء لا يلبث ان يرتفع الى ذلك المستوى مهما اخذ منه .
لذا لم يغرق سيدنا يوسف الصبي ولم يستطع الخروج.
– لقد كان هذا البئر يكفي عدة بلدات وقرى فكانت تشرب منه قبلان ويتما وعقربا فياخذوا منه كميات هائلة من الماء في النهار وفي الصباح يعود مستوى الماء كما كان هذا في الصيف
. اما في الشتاء فكان البئر يترك ولا يؤخذ منه اية كمية من الماء لعدة اشهر وبالرغم من الشتاء والامطار والسيول الا ان مستوى الماء لم يكن يرتفع فوق ذلك المستوى.
- ( وجاءت سيارة فارسلوا واردهم فادلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام ) عندما وصلت القافلة الى خربة عفريتة وخربة عفريت - قرب موقع بلدة قبلان الحالي- ارسلوا واردهم الى البئر لان البئر يقع شرقي طريق القافلة حوالي كيلو متر ’ ومن هنا سمي بئر الجناب لإنه يقع على جانب الطريق وليس على الطريق
والله اعلم
كاتبه الموضوع مونى كليوباترا