إيليا أبو ماضي : الحرّيّة
فتنته محاسن الحرّيّة لا سليمى و لا جمال سميّه
هي أمنية الجميع و لكن أرهقته الطبيعة البشريّة
و عجيب أن يخلق المرء حرّا ثمّ يأبى لنفسه الحرّيّة
غادة ما عرفت قلبا خليّا من هواها حتّى القلوب الخليّة
غرست في فؤاده الحبّ طفلا فنما الحبّ و الفؤاد سويّه
ثمّ لمّا فشى الغرام و ذاعت عنهما في الورى أمور خفيّة
حجبوها يسلو و لكن كان قيسا و كانت العامريّة
بات يشكو النّوى الشّقيّ و تشكو مانعيها من أن تراه الشّقيّة
مستهام قضى زمانا طويلا في عناء من القيود القويّة
و عليه من الزمان رقيب عاشق للسيادة الوهميّة
و لكلّ مطامع و أماني يبذل النفس دونها للمنيّة
و يراها لديه أشرف شيء و هي أدنى من الأكور الدنيّة
زعموا أنّه المليك المفدّى بالرعايا من شرّ كلّ بليّة
إنّما تفتدي الرعيّة ملكا باذلا نفسه فدى للرعيّة
ظلم القوم من توهّمه القوم نصيرا للأمّة الروسيّة
و إذا أحرج الضّعاف قويّ نسيت ضعفها النفوس الأبيّة