مثلها مثل أي طفلة صغيرة تمتلك أحلاما بريئة وبسيطة للغاية. بدأت فاتن حمامة مشوارها مع السينما وهي طفلة جميلة في عمر التاسعة في فيلم "يوم سعيد" من إنتاج سنة 1940 أمام "موسيقار الأجيال" محمد عبد الوهاب، والذي أزال رهبتها منه بإحضار لها الشيكولاتة التي كانت تحبها، وكانت النتيجة ترديدها في أحد مشاهد الفيلم وبكل شقاوة وعفوية لجملة لم ينساها المشاهدون هي: "ده ألأكل النهاردة حلو أوي!".
العاملة والمجدة: مثلما أجادت فاتن حمامة تقديم نمط "الفتاة المغلوبة على أمرها" في العديد من الأفلام خاصة في بداياتها السينمائية، فإنها قدمت على النقيض أدوار الفتاة العاملة والتي تسعى لإثبات نفسها، ومن أشهرها عملها كمحامية في فيلم "الأستاذة فاطمة" (1952) تزامنا مع ثورة 23 يوليو 1952 المنادية بحقوق المرأة، وفيلم "موعد غرام"، والذي جسدت في أحداثه دور صحفية.
الشريرة في "لا أنام" (1957): من يصدق أن فاتن ذات الوجه الملائكي قادرة على تدمير أسرة بأكملها؟ هذا ما أثبتته عن جدارة في "رائعة" المخرج صلاح أبو سيف، والتي لعبت في أحداثه دور فتاة مدللة تنتقم من زوجة أبيها الطيبة معها، ولكنها تدفع الثمن في النهاية باحتراق جزء من جسدها.
الصعيدية في "دعاء الكروان" (1959): لعب فاتن حمامة في رواية الأديب طه حسين دور الفتاة الصعيدية البريئة وقليلة الخبرة بأمور أهل المدن، والتي تسعى للانتقام من الرجل المنفتح الذي تسبب في مقتل شقيقتها "هنادي". ولا يمكن إغفال براعة فاتن في إتقان اللهجة الصعيدية.
العاهرة في "الخيط الرفيع" (1971): لم تترك فاتن حمامة نمطا إلا وأن جسدته ببراعة، حتى دور العاهرة الراقية في فيلم المخرج هنري بركات! والذي قدمته بدون ابتذال.
الأم في "إمبراطورية ميم" (1972): تعتبر فاتن حمامة من أكثر الممثلات براعة في تجسيد دور الأم، وبرز هذا في العديد من الأفلام، منها فيلم حسين كمال الذي جسدت فيه أرملة تصبح مشتتة بين حبها لرجل اقتحم قلبها وبين التزامها تجاه أبنائها الأشقياء والذين يمر بعضهم بمرحلة عمرية حرجة. ولا نستطيع أن ننسى المشهد الشهير لفاتن في الفيلم وهي تثور على أبنائها إلى حد أنها هشمت جيتار أحدهم.
فاتن تغيّر قوانين الدولة في "أريد حلا" (1975): تسببت معاناة فاتن حمامة الشديدة في فيلم المخرج سعيد مرزوق كإمرأة تحارب كي تنال الطلاق من زوجها في إرغام الدولة وقتها على تغيير قانون الأحوال الشخصية، بأن يجيز للمرأة أن ترفع "قضية خلع" للحصول على حريتها من زوجها.
الفلاحة في "أفواه وأرانب" (1977): من يشاهد فاتن حمامة في هذا الفيلم فستتمنى أن تتزوجها في الحال! لبراعتها المتناهية في إدارة شؤون المنزل من إعداد للطعام ومن كنس وغسيل.. إلخ وهو ما جعل محمود ياسين في النهاية يقرر الزواج منها.
الأم في "يوم مر ويوم حلو" (1988): أيضا برعت فاتن حمامة في دور الأم في فيلمها قبل الأخير من إخراج خيري بشارة، ولكن عكس دورها في "إمبراطورية ميم" كأم أرستقراطية فإنها تجسد في فيلم "بشارة" أرملة فقيرة معدومة الحال تعمل خياطة من أجل إعالة أبنائها.
المربية الفاضلة في "ضمير أبلة حكمت" (1991): لا نسنطيع أن نفوّت متابعة حلقة من حلقات المخرجة إنعام محمد علي بسبب قوة كتابة المؤلف أسامة أنور عكاشة وصدق فاتن حمامة على الشاشة الصغيرة، كناظرة مدرسة تحاول نشر القيم والفضيلة في مدرستها وسط تعرضها لحروب في الخفاء. ما جعل مسلسل "ضمير أبلة حكمت" من علامات الدراما المصرية. ولا ننسى أن لفاتن حمامة فضل كبير في اكتشاف "الوجه الجديد" آنذاك نشوى مصطفى، قبل اتجاهها للكوميديا.
ياهو مكتوب