الكذب صفه تجعل صاحبها ذليلآ وتذهب بماء وجهه واعتباره , وهي أصل الانفعال والخجل واسوداد الوجه في الدنيا والآخره.
الآيات والرويات الداله على خبث هذه الصفه كثيره منها : قال تعالى : { أنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون } . وروي عن الصادق الامين - صل الله عليه واله - قوله : ( المؤمن اذا كذب بغير عذر لعنه سبعون الف ملك , وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فليعنه حملة العرش , وكتب الله عليه بتلك الكذبه سبعين زنيه أهونها كمن يزني مع امه ) البحار ج72ص363 .
وروي عنه - صل الله عليه واله - ايضآ قوله : ( الكذب مجانب الايمان ولا رأي لكذوب ) .
وروي عن صهره أمير المؤمنين - عليه السلام - قوله ( أوصاني رسول الله - صل الله عليه واله - حين زوجني فاطمه - عليها السلام - فقال : أياك والكذب فانه يسود الوجه , وعليك بالصدق فانه مبارك , والكذب مشؤوم ) . وروي عن ابي جعفر الباقر - عليهما السلام - قوله : ( ان الله عز وجل جعل للشر أقفالآ وجعل مفاتيح الاقفال الشراب , والكذب شر من الشراب ) . وروي عن الامام الحسن العسكري - عليه السلام قوله : ( جعلت الخبائث في بيت , وجعل مفتاحه الكذب ) . وروي عن خاتم الانبياء - صل الله عليه واله - قوله : ( أربا الربا الكذب ) . وروي عن امير المؤمنين علي - عليه السلام - قوله : ( اعتياد الكذب يورث الفقر ) . وروي عن الامام الصادق - عليه السلام - : ( ليس لكذاب مروّة ) .
وروي عن اعز المرسلين محمد - صل الله عليه واله - قوله : ( كأن رجلآ جائني فقال لي : قم , فقمت معه , فاذا أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس وبيد القائم كوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله , ثم يجذبه فليقمه الجانب الآخر فيمده فاذا مده رجع الآخر كما كان . فقلت للذي أقامني : ما هذا ؟ فقال : هذا رجل كذاب يعذب في قبره الى يوم القيامه ) أن مفاسد الكذب اكثر من ان تحصى . اما طريق الخلاص من هذه الصفه الخبيثه فيكون بالرجوع الى الايات والرويات التي تذم الكذب والكذاب , وتأملها والتيقن بان الكذب يؤدي الى الهلاك الابدي والفضيحه والذل وسقوط العزه .
ويكفي في فضيحة الكذاب الحديث التالي : روي عن ابي عبد الله الصادق - عليه السلام - قوله : ( أن مما اعان الله به على الكذابين النسيان ) وهذا الامر ثبت بالتجربه ايضآ حتى شاع به المثل ( الكذاب لا يتذكر ) وقيل ايضآ الكذب كضربة السيف فان التأم جرحها بقيت آثارها , وهذا ما حدث لاخوة يوسف عندما كذبوا لم يعد أبوهم يصدقهم فقال : بل سولت لكم انفسكم امرآ فصبر جميل . فما بالك بالذين يكذبون على الله تعالى وعن رسوله - صل الله عليه واله - وعن ائمة الهدى اهل بيت النبوه - عليهم السلام - وهم باسماء مختلفه وطوائف وحركات وسياسيين . جعلوا الدين سلعه لخدمة مصالحهم مما اضطرهم للكذب عى الله ورسوله باسم الدين .
واعلم ان عكس الكذب الصدق , وهو أشرف الصفات الحسنه وافضل الاخلاق الحميده قال تعالى : { يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } .
وروي عن ابي عبد الله الصادق - عليه السلام - قوله : ( لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم , فان الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش , ولكن اختبروهم عند صدق الحديث واداء الامانه ) .