طالَ ليلُكِ يا سيدتي
وأصابَ عينيكِ التعَبْ
حطَّمْتِ آلةَ التسجيلْ
فلم يعدْ يؤنسُ حالَكِ
عزفُ الكمانِ والطَّرَبْ
بعثتِ الرسولَ مِراراً
فعادَ الرسولُ بلا جوابٍ
وطرقتِ البابَ تِكراراً
لم يُفتح الباب؟
كأنَّ أحداً ما طرقَ البابَ وما ضرَبْ
كم مرّةٍ عاتبتِهِ ؟
ردَّ العتِابَ بالغضَبْ
فلعلّ قلبَهُ شطْرَ غيركِ قد ذهَبْ؟
كُشِفَ الغِطاءُ
لماذا البُكاءُ؟
فذاكَ الحبيبُ قد كذَبْ؟
إنّي عجبتُ لأمركِ
فبقاؤكِ فيهِ العجَبْ
قومي من تحت الرَّمادْ
واخلعي هذا السَّوادْ
ففيكِ المؤنثُ كالذَّهَبْ
الحزنُ ليس قدَراً
وليس حُكْماً مُبرَماً
للحزنِ يا عمري سبَبْ
ورحيلُهُ مُيسَّرٌ
فاستأصِلي هذا السَّبَبْ؟
يبدو بأنَّ حبيبَكِ قد كان من أدنى الرُّتَبْ ؟
أتُراكِ تتجددينْ؟
أتُراكِ ستردّدينْ: ؟
" ما قلتَهُ يا شاعري حقاً وجَبْ " ؟
***
أنتِ لستِ دميةً
ولستِ من آلِ اللُّعَبْ
أنتِ الجمالُ كُلَّهُ
وجمالُكِ أحلى نسَبْ
أنتِ العروسُ مُجدَّداً للشِعرِ أيضاً للأدَبْ
نارُ الأنوثةِ عندكِ حِمَمٌ ودفءٌ من لهَبْ
جسدٌ كأنهُ نخلةٌ تعطيني من أحلى الرُّطَبْ
هل تقبلينَ بشاعرٍ يُهديكِ كلَّ ما كتَبْ؟
يُهديكِ كلَّ سنينِهِ
كلَّ الأغاني والطَّرَبْ؟
فقلبُهُ مُتيَّمٌ
لمّا رآكِ قد وثَبْ
************
حسن رمضان