- 1 -
لابدّ من همسٍ يفوحُ
على ضفافِ الصمتِ
فلنفتحْ نوافذنا قليلا
هل بَرَدْتِ؟
تَدَثَّري بردائنا المرميِّ
فوقَ رصيفِ قلبينا
ألا تتذكرينَ سطوعَ شمسِ العري
قولي أيَّ شيءٍ
ليس لي أن أشعلَ الفجرَ الذي
يغفو على شفتيكِ
لكنّي
أصبُّ على جذوعِ الليلِ
أسئلتي
لينفطرَ القمرْ.
-2-
لا نارَ في الغارِ الذي
حَضَنَ اْنبثاقَ الشهقةِ الأولى
ولا أضواءَ
تخرقُ ما تكاثفَ من ضبابٍ
هل عَبَرْنا البرزخَ المرصودَ
لكن أين أهْرَقْنا الوعودَ
وكيف أَخْفَيْنا فَحيحَ النبضِ
هل لابدّ من تجريدِ قلبينا
من الرعشاتِ
لا..
لا لستُ أحتملُ النهاياتِ التي
تمحو البدايةَ
فاستعيدي لَفْحَ أنفاسي
وغطِّيني
بشلاّلِ اللهاثِ
لكي نعيدَ قراءة الحلمِ الذي
َما زال يختزنُ الشَرَرْ
-3-
غيبي قليلاً
كي أراكِ
وغَيِّبيني
في مداكِ
تَحَرَّري من مَشْهَدٍ
ما انفَكَّ يخطفُ من حضوركِ سرَّهُ
وتَفَجَّري
حتى نعودَ إلى العماءِ
فتكتب الأشياء سيرتها
ابتداءً من بهاكِ
تَقَمَّصي جَسَدَ الشعاعِ
وحَوِّمي
حولَ المداراتِ القصيّةِ
عَرِّشي فوق النجومِ
تَغَلْغَلي في الأرضِ
والتحمي مع الأمواجِ
ذوبي في العبير
تناثري
في كلّ ما في الكونِ من نَغَمٍ
فما هذا الوجودُ
سوى حنين الروحِ
للنبع الذي
أَجرَتْهُ من عَدَمٍ يداكِ
فراحَ يطفحُ بالصورْ
-4-
لا شمسَ إلا ما تَدَفَّقَ
من سيولِ النورِ
فوق ضفائرِ الإغواءِ
لمّا أَشْعَلَتْها بالبروقِ
أصابعي
لا ليلَ إلا ما تَخَبَّأَ
في زواياكِ العنيدةِ
لا روابيَ
غير ما جُنَّتْ لفتنتها الشفاهُ
ولا سهوبَ سوى التي
تَمْتَدُّ
بين تخومِ نهديكِ اللذين
يُكَوكبانِ الروحَ حولهما
وبين حدودِ سرّتكِ التي
تَمْتَصُّ ما في الكون من رَغَدٍ
ولا مرجانَ إلا ما تَضَمَّخَ بالبهارِ
ولا لآلئَ غيرَ ما اْنتَثَرَتْ عليهِ
بعد أن هَدَأَ الوترْ
-5-
شفتاكِ تختلجانِ
ها عادَ اليمامُ يطلُّ من عينيكِ
مدّي لي يديكِ
لنمسحَ الغَبَشَ الذي
غَطَّى المرايا حولَنا
هل تشعرينَ الآن بالدفءِ
اْستعدّي
كي نعودَ معاً
وقولي
انّ صمتَكِ لم يكنْ
إلا دلال سحابةٍ
قبلَ المطرْ.
......
للشاعر
نزار بريك هنيدي