القاهرة - أحمد الريدي
في يوم وافق ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي، رحل عبد الرحمن الأبنودي، الذي كانت كلماته الأخيرة موجهة للمصريين، حيث قامت إحدى القنوات قبل أسابيع قليلة، بعمل مقابلة مع الراحل في مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة، والذي كان يعالج به الأبنودي، الذي أكد أن حالته الطبية في ذلك الوقت كانت تقول إنه إنسان يعيش بدون رئة، وذلك بعدما أفسد التدخين حياته، وتحول إلى مدخن بشراهة.كان مثل السمك يعيش ويتنفس بواسطة الخياشيم، إلا أن هذه الأشياء التي يتنفس من خلالها طالها ميكروب عجيب، وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية.عبد الرحمن الأبنودي، الذي ألهمت قصائده الصغير قبل الكبير، وكان حاضراً في كل الأحداث التي تعيشها مصر، وجه رسالة في المقابلة، ربما كان يشعر أنها ستكون وصيته للمصريين، حين قال "حياً أو ميتاً.. أنا عبد الرحمن الأبنودي، عشت حياتي طفلاً، أكلوا ذراعي عملت بالذراع الآخر، ظلموني فرفضت أن أظلم، من أحبوني كان رد فعلي هو غرامي بهم، أنا أحببت هذا الوطن وأحببت هذه الأرض، وأحببت الناس وأنا ابن ناس فقراء للغاية، وعملت في الأرض بيدي".ثم أكمل الأبنودي قائلاً "اسمحوا لي أن أحيي الشعب المصري وأقول لهم (لا تنسوني)"، مشيراً إلى كونه يعيش في قرية بعيدة، في إشارة إلى منزله بمحافظة الإسماعيلية، كما أن مقبرته شيدها في مكان بعيد، لا يريد أن يتم لفه بالعلم أو حتى بـ "ملايه" وقت دفنه.كما تحدث عمن يدين لهم بالمال "في ناس ليهم عندي فلوس، فاللي ليه عندي فلوس يسامحني، واللي ليا عنده فلوس، بناتي لسن أقل غلاوة من بناته".وفي ختام كلماته تحدث الأبنودي عن الوضع السياسي "إحنا في زمن السيسي، نحن تلوثنا بما فيه الكفاية، وهذا الرجل جاء قطعة طيبة من عند الله، في زمن سيء بمصر"، داعيا الله أن يحسن أحواله وظروفه، لأنه جاء ومصر بحالة غير جيدة، وطالما أن الجيش المصري موجود ستظل مصر موجودة.