هل ستنصفنا الشبكات الاجتماعية يوماً؟
المصدر/عرب بيزنسفي خطوة لا تحتمل أكثر من تفسير، سارع موقع تويتر الشهير للتواصل الاجتماعي إلى حجب كلمة فلوتيلا "Flotilla"، والتي تشير إلى أسطول الحرية الذي توجه بالأمس إلى غزة لكسر الحصار عليها.
ولم يعد بمقدور أي من مستخدمي الموقع العثور على أي نتائج لدى البحث عن المدونات المرتبطة بالكلمة فلوتيلا Flotilla، وذلك بالرغم من الكم الهائل من التدوينات والتعليقات التي ساهم بها مستخدموا الموقع، والتي تعاطفوا من خلالها مع نشطاء أسطول الحرية، في حين من الممكن العثور على آلاف النتائج المرتبطة بأي موضوع آخر.
واضطر مستخدموا الموقع إلى الاعتماد على كلمات بديلة للتعبير عن دعمهم وتعاطفهم مع قافلة أسطول الحرية التي سقط أكثر من 15 من أفرادها شهيداً، وأصيب حوالي 30 شخصا آخر بإصابات مختلفة، فمنهم من استخدم الكلمة GazaFlotilla أو FreedomFlotilla أو غيرها.
تذكرني هذه الحادثة بأخرى مشابهة حصلت قبل فترة من الزمن، إذ أتاحت إدارة موقع فيسبوك، وهو الموقع الأشهر للتلاقي الاجتماعي، للمستخدمين تسمية هضية الجولان السورية المحتلة على أنها أرض إسرائيلية، متجاوزة بذلك كل الاعتبارات التاريخية وحتى السياسية.
وفي المقابل فقد حرمت إدارة فيسبوك المستخدمين العرب آنذاك من الإشارة إلى الجولان على أنها أراض عربية سورية، معظم سكانها من العرب، ما عدا قلة قليلة جاءت بهم إسرائيل وزعتهم في المنطقة بمنطق القوة وتهديد السلاح.
هاتان الحادثتان هما غيض من فيض، فتاريخ فيسبوك حافل بالأحداث التي أظهرت تضامن الموقع مع القضايا الإسرائيلية ودعمها، مقابل حجب أو إيقاف المجموعات المؤيدة للقضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
إلا أن ما سبق يقودنا إلى سؤال هام، ما هو موقفنا من هذه الشبكات الاجتماعية؟ هل علينا مقاطعتها والتوقف عن استخدامها، أم مجرد تجاهل ما حصل واعتبار ذلك أمرا عارضا؟
أعتقد أننا مطالبون بالاستمرار باستخدام هذه الأدوات التي تتيح لنا بشكل أو آخر إيصال صوتنا إلى الآخرين، وإلقاء الضوء على الجانب المظلم من ممارسات إسرائيل والجهات المتحالفة معها، فهذه الخدمات وإن خذلتنا أحيانا تظل أداة هامة في نشر آرائنا وأفكارنا، وتصحيح ما تنشره جهات متحالفة مع إسرائيل من مغالطات تدس السم في العسل، ليصبح القاتل هو الضحية، وتتوجه أصابع الاتهام إلى المظلوم الذي لا حول له ولا قوة في كل ما يجري!