خذني إليك أمامي سدت الطرقُ
خذني إليك فأمسي كله قلقُ
خذني إليك ودع صوتي يموت هنا
ما أبلغ الصمت أن يسمو به القلقُ
أوطاننا في خضم القهر غارقةٌ
بنا تضيق وفيها نحن نختنقُ
إني أسائل فاعذر سذج أسئلتي
هل كل أبطالنا يا سيدي ورقُ
هل نصف تاريخنا وهمٌ نعيثُ به
وما تبقى من التاريخ مختلقُ
فكيف صارت كلاب الروم سادتنا
إن كان تاريخنا حقاً كما نطقوا
وكيف صرنا على أعتابهم أبداً
نقتات ذلاَ كما يقتاتنا الأرقُ
هذي القصائد في أفيائها عبرٌ
وتلك منها جنون الوقت ينبثقُ
عذراً فإني أتيت إليك تائهةً
ولا فضاء أمامي فيه أنطلقُ
لكل أمرٍ بهذا الكون منقلبٌ
في كل دربٍ محاذيرٌ ومنزلقُ
خذني إليك وحاول أن تهدئني
فإن نبضي في العينين يصطفقُ
يوحد المال من لا دين يجمعهم
ونحن ضجت بنا الأقسام والفرقُ
كل يداري عن الدنيا فضيحته
إلا فضائحنا في البث تستبق
صارت خصوماتنا للوقت تزجيةً
نعيد داحس إن ينتابنا الأرق
نلقي بمأساتنا في البحر نغرقها
ولا نبالي بمن في بحرها غرقوا
شكراً لحضرة أمريكا ومعذرةً
إن لم يرافق خطابي الفل والحبق
فلا يرى الورد إلا في مقابرنا
ووحده الموت فينا خصه العبق
هذي القصائد إن صيغت فتكرمةً
لجهدك الجبار في أحياء من سحقوا
شكراً لأنك قد أهديتنا وطناً
فرقت فيه ربوعاً أصلها فرقُ
إنا غدونا بلا عقلٍ وعاطفةٍ
كي لايمر على أفكارنا النزقُ
تباً يرددها آشور في غضبٍ
وترد بابك في أصدائها الحنق
هذي متاحفنا في غفلةٍ سلبت
وظل بترولنا المشؤوم يندفقُ
فلوحة السبي ذي قهرٌ يذكرهم
بكل معنى مع الأرذال يتفق
خذني فوحدك في هذي الدنى رجلٌ
والناس حولك كل الناس هم علقُ
..........
لمياء سليمان