لا تكذبي وأنتِ تَغزينَ أبياتَ القصائدِ
وتتهافتينَ على حروفِ النارِ
ما زلتِ تلتحفين ببكاءِ الليالي الباردةِ
تجفُ حباتُ الكرزِ
تتوجعُ قاماتُ السنابلِ
وأنتِ تكذبينَ
تلفينَ المحطاتِ اثرَ المحطاتْ
تستقلينَ هذا الباصَ وتلكَ المركبة
تبحثينَ عن لمسةِ كفٍ هاربةٍ
اِستوطنتْ نجمةً صغيرةً
تهذينَ بقربِ سائقَ الباصِ
لم يأبه لكِ
فتفتحينَ النوافذَ برغبةِ القفزِ
والخلاصِ
فيخترقُ أَنفاسَكِ عبيرُ الذكرياتْ
ما زلتِ ترددينَ مراثي كلكامشَ
وتنذرينَ طيورَ الزاجلِ (لآنوبشتمِ )*
تَهبينَ مدخراتكِ لسحرةِ فرعونَ
وأنتِ تكذبينَ
تذبلينِ ... وتذوبينَ
كما الشامْ
يصبحُ فيها الياسمينُ من محرماتِ العشقِ
مدينةُ الأحياءِ الموتى
مدينةٌ تحتضرُ على كفِ الله
وأَنا شاهدٌ
حينما اِجتمعَ الأَنبياءُ والرسلُ
وأَفواههم تُقَبل ُ ثغرَ الشامِ
يزفرونَ عطرَ الجنةِ برئتيها
يجتمعون
يضمدون جراحَ النرجسِ
وأنتِ لا تعرفي عمَ تبحثينَ
وتنسي ذلكَ اللقاء
تحتَ لهيبِ آب
حين اِنفرطَ عقدُ المحذور
فَحَلقتي بأجنحتكِ بين مجراتِ الروحِ
لا تَتَهَيبي عشقَ القمرِ والدورانِ
ورقص شفتيكِ على إيقاعِ الحرفِ
وجنونَ الفكرةِ
حطمي رتابةَ الوقتِ
اِحتمي بساعة الصفر
رياض الدليمي