صابر العراقى، 45، عاماً، الذي درس الهندسة، وعمل في إحدى الشركات الهندسية، أصبح شخصا يرثى لحاله، ممزق الثياب، ملتفا ببطانية مهترئة على الرصيف، محاولاً استرجاع نهاية مشهد الماضى الذي أودى به لذلك المصير.
«اسمى صابر العراقى، قاعد على الرصيف ده من 5 سنين»، جملة متراصة عرف بها «عم صابر» نفسه، ليحكى عن مأساته مع زوجته «الغدارة اللى لفحت شقا العمر لتتركنى بلا مأوى بلا أولاد».ثمانية عشر عاما يسترجعها «صابر» ومعها قصته الأليمة، قائلا: «تزوجت قريبتى لما اتخرجت من كلية الهندسة جامعة القاهرة»، ويشدد: «أيوة جامعة القاهرة كلية الهندسة»، ويخرج الكارنيه الذي يظهره عاملاً سابقاً بإحدى الشركات الهندسية.
سنتان من الزواج السعيد لـ«عم صابر» يسافر بعدها للعراق، في الفترة التي سبقت الحرب التي خاضها صدام حسين ضد الكويت، ليتغير معها مصير «المهندس»، حيث يقول: «تركت زوجتى بمنزل الأسرة، وسافرت العراق، عشان أوفر حياة كريمة لأسرتى، كنت بأبعت الفلوس لزوجتى عشان تبنى لنا بيت مستقل عن منزل العائلة».
«فى الأول اتعودت كل أجازة صيفية أرجع مصر لمدة شهر، لغاية ما اشتغلت في شركة مقاولات عراقية اشترطت علىَّ انى ما انزلش أجازة لا صيف ولا شتا». يستطرد بعدها «عم صابر»: «رجعت بعد ثمانى سنوات، ولكن ما لقيتش أولادى ولا زوجتى، ولم تستدل أسرتى عليهم، وبحثت عنهم في القرى المجاورة لأجدهم في قرية قريبة مننا، ومراتى اتجوزت من واحد تانى، بعد ما طلبت الطلاق غيابى من المحكمة، وعملت البيت بمالى الخاص.
منقول