شهر رجب الاصب
كان هذا الشهر معروفاً في أيّام الجاهليّة، ينتظره الناس لحوائجهم. وفي الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، كما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.
ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذي تُصَبّ فيه الرحمة الإلهيّة على العباد صبّاً، أنّه يُذكّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحديث الملَك الداعي، على ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب في السماء السابعة مَلَكاً يُقال له « الداعي ».. فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملَكُ كلّ ليلة منه إلى الصباح:
طُوبى للذاكرين، طوبى للطائعين. يقول الله تعالى: أنا جليسُ مَن جالَسَني، ومطيعُ مَن أطاعني، وغافرُ مَن استَغفَرَني. الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمَن دعاني في هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألني أعطيتُه، ومن استهداني هَدَيتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصَلَ إليّ
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة : 36]. وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين ﷺ أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ».
من الواجب أن يعرفَ قدرَ هذا الشهرِ الحرامِ ؛ ذلك لأنّ معرفتَه وتعظيمَه (هو الدِّين القيِّم) أي: المستقيم؛ الّذي لا اعوجاجَ فيه، ولا ضلالَ، ولا انحرافَ. كما يجب عليه أن يحذرَ من المعصية فيه؛ فإنّها ليست كالمعصيةِ في غيرِه؛ بل المعصيةُ فيها أعظمُ، والعاصِي فيه آثمُ؛ كما قال سبحانه: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ [البقرة : 217]؛ أي: ذنبٌ عظيمٌ، وجرمٌ خطيرٌ؛ فهو كالظّلمِ والمعصيةِ في البلدِ الحرامِ؛ الّذي قال الله عزّ وجلّ فيه: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج : 25].
من الأعمال العامّة التي تُؤدّى خلال شهر رجب، منها:
أ. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: مَن قال في رجب « أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له وأتوبُ إليه » مئةَ مرّة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة. ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مئة شهيد.
ب. الاستغفار سبعين مرّة بالغداة ( صباحاً ) وسبعين مرّة بالعَشِيّ، يقول: أستَغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه. فإذا بلغ تمام السبعين رفع يَديه وقال: اللهمّ اغفِرْ لي وتُبْ علَيّ.
ج. الاستغفار ألف مرّة، يقول: أستغفرُ اللهَ ذا الجلال والإكرام، من جميع الذنوب والآثام.
د. قراءة سورة التوحيد قُلْ هُوَ اللهُ أحَد مئة مرّة، فإذا كان ذلك يوم الجمعة من شهر رجب كان للقارئ نورٌ يوم القيامة يجذبه إلى الجنّة.
وقد ورد روايات كثيرة في فضل صيام شهر رجب، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام ثلاثة أيام من رجب كتب الله له بكل يوم صيام سنة، ومن صام سبعة أيام من رجب غلقت عنه سبعة أبواب النار، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام خمسة عشر يوما حاسبه الله حسابا يسيرا، ومن صام رجب كله كتب الله له رضوانه، ومن كتب له رضوانه لم يعذبه".
- وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين الرجبيون، فيقوم أناس تضيء وجوههم لأهل الجمع...".
جعلنا الله من أصحاب هذا الشهر، القائمين فيه، الصائمين له، والطائعين الله بخير عبادة، مستعينين بشهر رجب الأصب، مستشفعين بصاحب هذا الشهر الحرام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
يحوي على مناسبات عديدة مهمة جدا في التاريخ الاسلامي
اهمها تلك الولادة التي اضحت مصدر اعجاز لكل المعجزات
ولادة سيدنا ومولانا ونور عيوننا امير المؤمنين (عليه السلام) في الثالث عشر منه
ومن الولادات التي ضمها هذا الشهر المبارك ولادة المعصومين (عليهم السلام):
الامام الباقر(عليه السلام) في غرة شهر رجب الاصب.
الامام الهادي (عليه السلام) في الثاني منه.
الامام الجواد(عليه السلام) في العاشر منه
ثم تتوالى المصائب فالوفيات في هذا الشهر مؤلمة ومحرقة للقلوب
فوفاة العقيلة في الخامس عشر منه التي ادمت قلب امامنا زين العابدين(عليه السلام) وقلوب المؤمنين
ثم في الخامس والعشرين وفاة امامنا المظلوم المسجون المسموم الامام موسى الكاظم ( عليه السلام)
روحي لتراب زواره الفداء ذلك الامام الذي عانى ما عاناه من ظلم وحيف
حتى كأنني اسمع انين حلقات قيود قدميه ورجليه وهي خجلى من ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وطامورة الارجاس تشهد على ذلك الجسد النحيل الذي ارق هارون اللارشيد (لعنه الله)
علاء آل محُسن