القاهرة : روتانا
لا شك أن "أحبك" من أشهر كلمات الغزل في جميع اللغات والثقافات، لكن فاعليتها تختلف من شخص لآخر؛ وهو الأمر الذي اجتهد في تفسيره العلماء وتوصلوا إلى أن الكلمة يجب أن يكون لها مستوى "إرسال" و"استقبال" وبالتالي فإنها تحقّق أعلى فاعلية عندما يتساوى هذان المستويان.
فالرجل الذي يهمس لزوجته بكلمة "أحبك" أثناء عشاء رومانسي على ضوء الشموع، لن يجد رد الفعل الذي ينتظره إذا كان لدى زوجته استقبال بصري للحب، بمعنى أنها تحب أن تراه في صورة أفعال وليس كلمات، والعكس أيضاً بالنسبة للمرأة التي يبلغ بها الحب ذروته عندما تسمع كلمات الحب من زوجها، لكنها ترتبط أكثر برجل يميل لإظهار الحب في صور فعلية سواء كانت هدايا أو لفتات عاطفية.
وفي هذا السياق يقول الأخصائي النفسي، روبرت شتيرنبرغ، في تقرير نشرته مجلة "بريغيته" الألمانية على موقعها الإلكتروني، إن الحب يتكون من ثلاث قيم وهي "الحميمية والارتباط والشغف".
وأضاف بأن السعادة تنشأ عندما يتوافق تقييم نسبة كل من هذه المعاني بالنسبة للرجل والمرأة. فالرجل الذي يرى أن الحميمية أهم معنى في الحب، سيندهش عندما تعتبر زوجته أن مساعدته لها في أعمال المنزل، هي أفضل تعبير عن الحب.
كما توصل العلماء على أنه نظراً لاختلاف طبيعة البشر بحسب المرحلة العمرية والظروف الاجتماعية، فإن معدل الحب ودرجة التعبير عنه تتغير بشكل كبير، إذ تثبت العديد من الإحصائيات أن معدل السعادة في العلاقة العاطفية بين الزوجين يبدأ في التراجع بعد الطفل الأول، نتيجة وجود المرأة والرجل تحت ضغوط عديدة في الحياة اليومية وعدم وجود وقت كاف لهما سوياً.
لذا ينصح الخبراء وفقاً لتقرير "بريتيغته" بإدراك هذا التغيير ومعرفة أهمية التعبير عن الحب بشكل مستمر، بالصورة التي يُفضلها الشريك، سواء كانت سمعية أم بصرية. ويمكن التوصل لأفضل طريقة للتواصل بالحب عند معرفة كل طرف لأفضل طرق استقبال الطرف الآخر له، الأمر الذي يساعد على نمو هذه العلاقة حتى في أوقات الضغط العصبي والخلافات.