تحتوي السيجارة على أكثر من 3500 مركب كيميائي سام تجعلها أحد أكثر أسباب وفيات البشر في العالم. إذ يحصد التدخين في كل سنة آلاف من الأرواح ليصبح معدل وفياته أكثر بـ 25 مرة من وفيات حوادث الطرق.
و بالرغم من مضاعفة الجهود المبذولة لمكافحة التدخين إلا أن أعداد المدخنين لا تزال تتزايد مشتملة على فئات عمرية صغيرة لتبدأ رحلة الإدمان معه لتنتهي وصولاً الى القبر بعمر مبكر.
هل تخيلت عزيزي القارئ يوماً ماذا سيكون شكل و حال أعضائك لو كنت مدخناً ؟ إن كنت لا تعرف الإجابة فسنتركك مع صور اضرار التدخين و ما الأعضاء التي تتأثر به و ما هي الأمراض و الأضرار التي من الممكن أن تلحق بها.
تتضمن أضرار التدخين على أضرار مباشرة كالمجرى الذي يعبر من خلاله دخان التبغ و هي الفم و الحنجرة و الرئة. و غير مباشرة كالقلب و الاوعية الدموية و الدماغ و تقريباً كل بقية أعضاء الجسم.
1. الفم و الحنجرة: لنبدأ مع المحطة الأولى التي يمر من خلالها دخان السيجارة و هي الفم. يسبب التدخين إصفرار الأسنان و هدم بنيته من خلال إضعاف طبقات الأسنان مما يجعلها عرضة للنخر و التسوس. كما يسبب اسوداد و احتقان اللثة و يساهم في تكاثر البكتيريا في الفم.
لا زال هنالك ضحايا آخرين في الفم و هما اللسان و الحنجرة. قد يقال بأن أغلب المدخنين لا يصابون بتلك الأنواع من السرطان إلا أن الاحصائيات تورد ذكر لمثل تلك الحالات تؤكد وقوف التدخين وراها, لذا فرصة الخطر قائمة دائماً.
2. الرئة: لعل من أشهر الأضرار المعروفة عن التدخين هي سرطان الرئة مهملين حقيقة تدمير التدخين لخلايا و حويصلات الرئة الهوائية الذي يلحق بها ضرراً من الجدير مقارنته بذلك الضرر الذي يحدثه سرطان الرئة.
ينتشر الدخان في أغلب أنحاء الرئتين عن طريق القصبات و الشعب الهوائية. و يتم انتقال النيكوتين و اول اوكسيد الكربون و غيرها من المواد الكيميائية المسرطنة الى مجرى الدم عن طريق الحويصلات الهوائية.
الضحية الأولى هي الحويصلات الهوائية التي ستتلف مع مرور الزمن و تفقد قدرتها على القيام بوظائفها التنفسية. كما أن بعض منها ستتدمر بشكل كامل و تتوقف عن العمل مما يقلل سعة الرئة على احتواء كمية الهواء و ذلك ما يفسر صعوبة و ضيق التنفس عند المدخنين.
باقي أنسجة الرئة ليست أوفر حظاً, فهي أيضاً تتاثر بالنيكوتين و الكربون الناتج عن احتراق مكونات السيجارة السامة. فهنالك شعيرات دقيقة وظيفتها تنقية الهواء من المواد الضارة و الشوائب, و عندما تتدمر تلك الشعيرات بفعل التدخين فإن الرئة لن تعد قادرة على تنقية الهواء من هذه المواد الضارة و تصبح الرئة عرضة للداء الرئوي السادّ و انتفاخ الرئة و التهاب و توسع القصبات الرئوية.
3. الأوعية الدموية و القلب: تتأثر الأوعية الدموية بشكل عام بالتدخين, فهو يرفع نسبة الكوليسترول و يسبب تخرشاً في الأسطح الداخلية من الأوعية مما يترك فراغات فيها و التي ستشكل قاعدة متينة لتراكم و ملئ الدهون الضارة لتلك الفراغات محدثة تصلب الشرايين الذي يعتبر السبب الأكثر شيوعاً لإرتفاع ضغط الدم و الأزمة القلبية و الدماغية.
عندما تتراكم الدهون في أحد الأوعية فإنها ستعيق جريان الدم, و من الممكن أن تتشكل فوقها الخثرة دموية (الجلطة) التي توقف جريان الدم بالكامل. و إذا وقعت تلك الجلطة في أحد الشرايين التاجية المسؤولة عن تغذية القلب فستسبب ما يعرف بالـ "أزمة القلبية" المميتة في الغالب. أو يتضرر على إثرها قسم من عضلة القلب ليلحق به قصور و عجزاً عن أداء مهامه في المستقبل إذا ما نجى المصاب من تلك الأزمة.
4. الدماغ: و على نفس المنوال فإن الدماغ هو الآخر معرض لتلك الأزمة "السكتة الدماغية" و ذلك أيضاً عندما تتوقف إمدادات الدم عن بعض أجزاء الدماغ بسبب الجلطة الدموية أو التضييق الشرياني.
السكتة الدماغية خطيرة و مميتة و قد تحدث نزيفاً داخلياً في احد عروق الدماغ مفاقمة الحالة, و حتى في حال نجى الشخص منها فسوف يفقد في الغالب القدرة على تحريك أحد الأطراف أو خسارة إحدى الحواس أو إعتلال في وظائف الدماغ المعرفية و الإدراكية.
من الأضرار المحتمة الوقوع على صحة المدخن هي اختلال خميرة "مونو امينو اوكسيداز" التي تلعب دوراً هاماً في عمل الدماغ من خلال تفكيك النواقل العصبية و بالتالي اختلال في وظائف الدماغ من ذاكرة و قدرات معرفية.
5. الجسم: و في تصوير المقطعي "للانبعاثات البوسيترونية" لتوافر نفس تلك الخميرة في جسم الإنسان تبين بأن نشاط المادة منخفض عند المدخنين. و هي تلعب وظائف حيوية هامة منها تفكيك الأحماض الأمينية الغذائية.
6. الحامل و الجنين: يعتبر الجنين حساساً جداً من حيث البنية, فهو بنية عضوية في طور النمو و التطور و من الممكن أن يؤثر عليه عوامل عديدة اخطرها التدخين إذا كانت الأم مدخنة أو إذا كانت تستنشق الدخان من سيجارة غيرها في الغرفة (التدخين السلبي). يحرم النيكوتين الجنين من الاوكسجين و خاصة المراكز الحاسة كالمخ. و قد يتسبب بتشوه الأجنة و موتها داخل الرحم و يرفع فرصة الإجهاض الى حد كبير. كما أن الأطفال ذوي القدرات الذهنية المحدودة قد يعود ذلك الى تدخين الأم سابقاً. و الأسوأ من هذا كله أن التدخين يؤثر على صحة الحامل و يقلل من خصوبة المرأة و يقلل فرص الإنجاب الى 50%.
7. القدرة الجنسية: قد يبدأ البعض التدخين بسن مبكرة بدافع الظهور بمظهر الرجل, ولكنه مخطئ لأنه لن يكون رجلاً سليماً من الناحية الجنسية. فالتدخين يؤثر على الانتصاب الذي يعتمد بعض الشيء على صحة القلب و الدورة الدموية. كما أثبتت دراسات أن التدخين يؤثر على أعداد الحيوانات المنوية و قدرتها على الحركة و المناورة لتلقيح البويضة.
التبغ ليس مادة غذائية بل هو سم و متعة آنية زائفة تعرض حياتك و حياة غيرك للخطر
بعد تلك الصور و الحقائق ... هل لا زلت تفكر في التدخين مجدداً ؟
حدد خيارك و اتخذ قرارك .. ولكن اسرع في تنفيذه.
منقول للفائدة
يوجد صور بشعه لم استطع لنقلها ان شاء الله ربي يحفظكم من التدخين