هي محاولة مني للكتابة نيابة عن كل من لم يستطع ان يكتب قصته المفجعة مع العصابات المجرمة التي تصول وتجول في اكثر شوارع اوطاننا
اما مصائبنا الحقيقية فلا تعبر عنها كل حروف العالم
واعتذر من كتابتها على وجه السرعة ربما لتحافظ على وصول الفكرة وسهولة القراءة
.................................................. ...........................
استيقظت مذعورة بنصف وعي على صوت طرق باب شديد وتحطيم مفزع
بحثت عن شالها لتغطي به شعرها وهي تقترب من باب غرفتها
اطلت بنصف وجه من ركن الباب لتشاهد من في الصالة بعد ان سمعت ضجة اصوات مبهمة
توقف قلبها رعبا حين لمحت منظر رجال مسلحين يلبسون زي اسود في الصالة
ويوجهون اسلحتهم على ابيها واخويها
عادت الى الغرفة بعد ان تلاشت قوتها لتنظر الى شقيقتها المحمومة ذات العشر سنين التي تشاركها المكان
وكأن الزمن توقف لتطوف بعينيها على خزانة ملابسها وكتبها المدرسية وصور صديقاتها
لم تتمنى بحياتها شيء اشد من هذه اللحظة بعد ان تفجرت عينيها بدمع حار ان تكون هذه الليلة مجرد حلم
تضرعت الى ربها وتوعدت بكل صدق ان تخصص كل يومها في عبادته على ان يعدي هذه اللحظة بسلام
على ان يكون كابوس مثل الكوابيس التي كانت تستيقظ منها في ايام الامتحانات
هل هذه هي نهايتي ومستقبلي الذي طالما رسمت ابعاده وتفاصيله الصغيرة
وعشت فيه لليالي طوال كي يلهمني الصبر والقوة
هل كانت فعلا حياتي حزينة
وهل كانوا اهلي معي فعلا قساة
يا ربي اجعله حلم لاعتذر منهم جميعا
انوثتي التي انتظرتها سنين كورد بطيء النمو
وحافظت عليها ابتغاء مرضاتك
لا تتركني لهؤلاء الوحوش الذين يحملون اسمك افتراءا
وهم الد اعدائك
هل هناك اسوء من هذه الحال التي رميت بها دون ذنب
وجدت لقدميها قوة باتجاه السلالم ودون تفكير لتواجه باب السطح
وتسمرت في مكانها حين سمعت كلام احدهم كالرصاص وبلهجة عراقية بعد ان عثروا على اختها :-
(هاي بنية زغيرة نايمة)
وحين طلبوا بحملها انفجر الدمع مرة اخرى كالينابيع الحارة يحرق وجنتيها الوردية
ربي اجعلهم يتركوها واجعلني قربان بدلا عنها
لا يمكن ان يكون الامر اسوء من مشاهدت اختي المريضة على اكتافهم المليئة بدم الابرياء
وبينما هي تحاول النزول لتطمئن على مصير اختها
سمعت صوت تكسر زجاج ومشاجرة ثم صوت رصاص قوي
لتنهار على الارض مزوية الى الجدار من شدة رعب الفكرة
فكرة ان الرصاص كان باتجاه احد ما من اهلها
ولا بد ان يكون اخوها الجريء احمد الذي كان دائما يحاسبها على مظهرها حين تخرج
..........
لم استطع تكملة الكتابة لاني تأثرت بها وجعلت النهاية تعتمد على القارئ
لكنك حين تجعل النهاية مجرد حلم تذكر ان هذه القصص حدثت وما زالت تحدث بشكل يومي في بلداننا