.للمرة ألاولى
في تاريخي النسائي الطويل
تقود امرأة إنقلاباً علي ..
وتنتصر ..
للمرة الأولى ..
تطيح بي ، ثورة ثقافيه
خططت لها امرأه ..
فلا تبقي حجراً في مكانه ..
أو كتاباً .. أو ورقة ..
أو جملة .. أو فاصلة في مكانها ..
أو ضلعاً من أضلاعي في مكانه .
للمرة الأولى ..
تتناقص حروف أبجديتي .
ويتناقص عدد أصابعي .
وتتناقص مساحة سلطتي .
و أشعر أنني ملك
منفي خارج أسوار لغته ..
للمرة الأولى ..
يلقي القبض على قصائدي الغزلية الشهيره ..
وتقام الدعوة علي ..
بتهمة التحريض على الحب ..
والتغزل
( بعيون المها بين الرصافة و الجسر ) ..
للمرة الأولى ..
أشعر أنني خارج السلطه .
وأن ( جمهورية الحب )
التي حكمت فيها ، خمسين عاماً
تهتز تحت أقدامي ..
للمرة الأولى ..
أشعر أن امتيازاتي قد سقطت ..
وأن نياشيني قد انتزعت مني ..
وأن نسائي خرجن على طاعتي .
وجنودي هربوا من الخدمة العسكريه ...
للمرة الأولى
تطردني امراة من سريري
وترغمني على أن أنام
في منفضة السجائر !!.
للمرة الأولى
تتحداني الكلمة الانثى
وتحطم كبريائي ،
وشهرتي ،
وأساطير غروري .
للمرة الأولى
تخلعني امراة عن عرشي
المطعم بالذهب .. والياقوت .
والحجارة الكريمه ..
وتأخذ مني مفاتيح وزارة الثقافه ..
ومفاتيح النحو .. والصرف .. واللغه ...
و تعيدني بدويا
يكتب على دفاتر الريح ....
كم أنا سعيد بثورتك
أيتها الإنقلابية الحسناء ..
فهل أجمل من أن تحكمي وردة ؟
أو غزالة ؟
أو قصيدة شعر ؟
وهل أجمل من أن تقوم الدولة الأنثى ؟
والعدالة الأنثى ؟
والحرية الأنثى ؟...
أعترف يا سيدتي
أن إنقلابك كان ناجحاً .. وشجاعاً .
وجيد التخطيط ..
و أعترف دون تردد
( بالنظام الأنثوي الجديد ) ..
في مواجهة النظام العالمي الجديد
فأنا لست ضد أي فرس تريد أن تصهل ..
ولا ضد اي سنبلة تريد ان ترتفع ..
ولا ضد أي سمكة تريد أن تقفز م البحر ..
ولا ضد اي عصفور
يريد أ يدخل مدرسة الحريه ...
يا سلطانة السلاطين :
أنا معك ..
في انتصارك التاريخي الباهر
ولكن .. إذا قتلت جميع رجال العالم
فماذا ستفعلين وحدك؟؟