روتانا ـ إيمان المولدي
انتشرت أخيراً ظاهرة التحرش بالأطفال حتى أصبح الأمر مخيفاً بعد القصص المفزعة التي صرنا نسمعها في الأونة الأخيرة لأطفال انتُهِكت براءتهم بأبشع وأقذر الأساليب، ولا شكَ أن هذا يعتبر جرماً فادحاً في حق الإنسانية والطفولة قبل أن يكون جرماً قانونياً، فكُل من تسول له نفسه بفعل هذه الأفعال الشنيعة هو حتماً يخلو تماماً من الإنسانية والضمير، وهو بلا أدنى شك مريض وغير سويّ أبداً.
منذ أيام قليلة تم توثيق إحدى جرائم التحرش بالصوت والصورة في فيديو ظهر فيه رجل خليجي يحاول التحرش بطفلة صغيرة بأحد المطاعم داخل مجمع تجاري، الفيديو نقل الجريمة بكل فظاعتها وتناقلتهُ بسرعة وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر" الذي استنكرت تغريداته هذا الفعل الدنيء، فمثلاً تقول سوزان الشايع: "صار واجباً على كل أم أن تفهم ابنتها طرق التحرش وكيف تتصرف إذا تعرضت لموقف مماثل خلاص الدنيا ما صار فيها خير".
أما بندر فقد غرّد قائلاً: "نحن نراك فاتنة كالبالغات رغم عدم بروز مفاتنك، لأننا مصابون بالبيدوفليا، ولم نجد قانوناً يمنعنا، ولا شعباً يستنكر علينا التحرش بك".
وعن وجهة نظر "رجل مزاجي" بالموضوع فقد عبر عنه قائلاً:
"قلة الوازع الديني جعلت نسبة التحرش في ارتفاع لأنه ما فيه رادع لهؤلاء الشرذمة المفسدين في الأرض نعوذ بالله منهم ومن شرورهم".
وعن الفرق بين العرب وأمريكا قالت المغردة العنود: "اذهب إلى أمريكا أو أي دولة أوروبية وانظر نظرة فيها شهوة جنسية إلى أي طفلة، صدقني لن ترى شمس الحرية بعدها أبداً".
كما استنكر "أبو البنات" صمت المجتمع فغرد قائلاً: "المسؤولية المجتمعية تُحتّم على الجميع عدم السكوت؛
كيف تمر هذه الفواحش مرور الكرام ولا يهتزّ لها ضمير الناس؟!".
وهناك بعض الآراء المتطرفة التي أتت بحجج تُبرر فيها تصرف الرجل المُتحرش، فعلى سبيل المثال يقول عاطف: "ما زالت بعض الأمهات هداهن الله تلبس ابنتها لباساً غير محتشم وتتركها مع السائق أو غيره وحدها وتتركها لتتجول بالأسواق".
أما يوسف فتكلم أيضاً في التوجه نفسه: "فِعلُ معيب ومشين لكن المحزن في الأمر لماذا فتاة في هذا العمر لا تلبس الحجاب هل أصبح الحجاب تخلفاً ورجعية؟ اشربوا من كؤوس بني ليبرال".
التغريدات كانت مستفزة بدرجة كبيرة وإن دلت على شيء فإنما تدل على مرضٍ نفسي فيهم، فلا شيء يبرر تصرفاً وضيعاً كهذا، ومن الخطأ أن نلوم طفلة صغيرة على حساب مجرم متحرش، وهذا ماغردت به عبير عبدالعزيز حين قالت:
"في محاولات مقززة لتبرير فعل المتحرش تدل على أن أصحابها يحملون نفس مرضه وشذوذه فحتى الفطرة تأبى هذا الموقف".
وشاركها المغرد "حسين" الرأي في تغريدةٍ كتب فيها: "يقولون لي الفتاة ووالداها هم السبب بجعلها ترتدي مثل هذا اللبس، يعني فضيلتهم وأخلاقهم تدفعهم للتحرش حسب الأزياء!".
ثم أضاف تغريدة أخرى قال فيها: "هُناك بالقانون إنسان يبقى مُحترماً حتى لو وضعته في شاطئ عُراة وهنا سفلة يُبررون التحرش!".
من جهته، غرد الكاتب عبدالكريم الخزرج مستنكراً وجهة نظر هذه الفئة قائلاً: "ولا يزال "الحيوان" يبرّر للمتحرّش بأن لبس "الطفلة" غير محتشم، احشموا عقولكم أولاً".
وعن رأي المختصين، يقول الدكتور أيمن عبدالكريم طبيب استشاري في أمراض الصدر واضطرابات النوم لدى الكبار، والكاتب في صحيفة "المدينة" السعودية: "إن هذا التصرف هو عبارة عن مرض يُسمى البيدوفيليا وهو اضطراب عقلي محوره الإحساس بالانجذاب والرغبة والاستثارة الجنسية تجاه الأطفال من الجنسين والذين لم تتجاوز أعمارهم 11 سنة"،
مضيفاً: "إنه من الضروري على المتخصصين النفسيين والمؤسسات المعنية في المجتمع رصد ظاهرة "البيدوفيليا" بوصفها اضطراباً عقلياً يتعلق بالانجذاب الجنسي نحو الأطفال ورصد ممارسيه من البالغين الرجال، وحتى من النساء البالغات، ودراسة الأسباب الاجتماعية الثقافية التي أفرزتها، ومعالجة مظاهرها القبيحة الواضحة والخفية، وسن القوانين والأنظمة التي تمنع التحرش وزواج القاصرات وتجرّمهما، ومواجهة المشكلة بشفافية وصراحة، عوضاً عن التخفي خلف ستار الدين والثقافة والعرف".
تقرير روتانا