Sunday the 15th april 2012
تفاؤل غربي بعد مباحثات مع إيران
وصف البيت الأبيض المحادثات التي شهدتها إسطنبول السبت بشأن الملف النووي الإيراني بأنها "خطوة أولى إيجابية"، بينما أعلنت فرنسا أنها تنتظر من إيران "إجراءات عاجلة وملموسة". كما اتفق المجتمعون على إجراء جولة جديدة من المحادثات يوم 23 مايو/أيار المقبل في بغداد.
فبعد اختتام الجولة الأولى من المحادثات بين إيران ودول 5+1 بشأن الملف النووي، أكد مساعد مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي بن رودس أن إيران والقوى الكبرى أظهرت "موقفا إيجابيا" في مقاربة الملف النووي الإيراني.وفي السياق نفسه، قال مسؤول رفيع في الحكومة الأميركية إن جو محادثات القوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي كان إيجابيا، لكن هناك حاجة ملحة إلى تحقيق تقدم ملموس.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن الحوار في حد ذاته لن يكون كافيا لأي تخفيف للعقوبات على طهران، وتابع "الآن يجب أن نبدأ العمل الجاد.. يتوقع المجتمع الدولي منهم أن يتخذوا إجراءات ملموسة".
إجراءات عاجلة
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا تنتظر من إيران "إجراءات عاجلة وملموسة". وأضاف في بيان أنه تم الاتفاق على مبدأ اجتماع مقبل لإجراء مباحثات مهمة، وعلى إيران أن تقدم إجراءات عاجلة وملموسة لإعادة الثقة طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي و الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
أما المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون فوصف المحادثات بأنها جرت في أجواء بنّاءة.
ووصفت آشتون في تصريحات سابقة هذه المحادثات بأنها فرصة مهمة لإيران للتباحث مع المجموعة التي دعاها مجلس الأمن إلى محاولة إيجاد سبل لتبديد القلق بشأن برنامج الأسلحة النووية.
وقد أسفر الاجتماع عن اتفاق على إجراء جولة جديدة من المحادثات يوم 23 مايو/أيار المقبل في بغداد.
قضايا شائكة
وكانت المحادثات قد انطلقت السبت في أجواء من الترقب لكونها الأولى منذ نحو عام. وبينما مثل إيران في المحادثات كبير المفاوضين سعيد جليلي، مثلت آشتون الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) إلى جانب ألمانيا.وأوضح جليلي أن لدى بلاده مقترحات جديدة ومبتكرة بشأن برنامجها النووي، في حين ذكر مصدر مقرب من الوفد الإيراني للصحفيين أن طهران تتطلع فقط إلى تحديد موعد لاجتماع متابعة وصياغة خريطة طريق لإجراء مفاوضات جديدة.
وكانت طهران قد استبقت المحادثات بالإعراب عن خيبة أملها من موقف الغربيين، في وقت صعدت فيه الولايات المتحدة اللهجة وطلبت من إيران أن تبرهن على جديتها.
وكان خبراء قد توقعوا أن تحاول القوى الكبرى خلال المفاوضات إقناع إيران بخفض إنتاجها من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استعماله لأغراض سلمية وعسكرية على حد سواء.
أغراض سلمية
وفي هذا السياق، قال سعيد جليلي في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المفاوضات إن إيران تحتاج إلى تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20% لأغراض سلمية.
وأضاف جليلي أن أي حق يشار إليه في اتفاقية حظر الانتشار النووي يجب أن يحترم، وتابع "تخصيب اليورانيوم أحد هذه الحقوق التي ينبغي لكل دولة عضو أن تستفيد منه وتتمتع به لأغراض سلمية".
وكانت جولة المفاوضات السابقة التي عقدت في يناير/كانون الثاني 2011 في إسطنبول، قد فشلت في تحقيق أي نتائج تذكر.
وتعتبر محادثات إسطنبول -وفق صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر السبت- مفاوضات "الفرصة الأخيرة"، بالنظر إلى أن هدفها المباشر منع توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وصدرت بحق طهران ستة قرارات دولية منها أربعة مرفقة بعقوبات . وتم تشديد هذه العقوبات منذ العام 2010 بحظر تجاري ومالي ونفطي أميركي وأوروبي. وقررت دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي تدريجي غير مسبوق على إيران يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز المقبل، وتعتزم واشنطن فرض عقوبات جديدة في نهاية يونيو/حزيران المقبل تشمل صادرات النفط.