من المسلمات والبديهيات أن الزواج "قسمة ونصيب"، وقدر إلهي بحت، بعضنا يسعى لأن يجعله مثالياً فينجح في ذلك، في مقابل ذلك هناك من يبحث عن مثاليته ولا يصل للنتيجة المرجوة، لكن بالتأكيد التوقعات والأمال كثيراً ما تكون مختلفة عن الواقع.
وقضية مثالية الزواج ونجاحة مسألة قد تشغل بال أي شخص في مرحلة من مراحل حياته سواء أكان متزوجاً أو حتى أعزب، فالارتباط بشخص ليصبح شريكك حياتك أمر استراتيجي قد يتقرر من خلالها مدى سعادتك أو تعاستك.
وعند الإقدام على هذا المشروع يبرز أمام أعيننا أول تساؤل هل الزواج ينجح بسبب الحب أم القناعة؟ وهل يبقى الحب كما كان مع مرور الوقت أم أن الرضا والتسليم هو ما يساعدنا في الاستمرار في انجاحه؟
وجهنا السؤال بداية لبعض العازبات وعن فكرتهن التي يتوقعهنا تجاه الارتباط وعن شريك الحياة لتكون الإجابات كالتالي.
تقول علياء "27 سنة، عزباء" إنها تخشى الارتباط لأنها لم تجد بعد الشخص الذي تشعر أنه هو من تستطيع إكمال بقية حياتها معه، مضيفة: "أنها رأت تجارب صديقاتها والكثير ممن حولها ممن دخل الندم قلوبهن لاختيارهن شريكاً غير مناسب وأصبحن مضطرات إلى العيش معه من دون أن يكون هناك حب أو قبول، ما جعلها تتأنى أكثر في الارتباط".
في حين تعلق سلمى أن الزواج أمر صعب لأنها تخاف أن تربط حياتها بشخص معين ثم تكتشف أنه غير مناسب، وتعيش حياة باردة تُشبه حياة والدتها التي تعيش مع والدها فقط حفاظاً على المنظر العام لكن داخلياً لا يوجد تفاهم ولا يوجد جو أسري دافئ.
في المقابل كانت لنا وقفة مع آراء المتزوجات، فتقول ليلى "متزوجة من سبع سنوات": "إنه بمرور الوقت أصبح الزواج مللاً وروتيناً وتشعر في أحيان كثيرة بالندم على هذا الارتباط وتتمنى الطلاق إلا أنها تخاف من كلام الناس ومن المجتمع الذي لا يرحم".
وتساندها مروى الرأي قائلة: إن زواجها فاشل بامتياز ولو عاد بها الزمن لم ترتبط بزوجها لأنها اكتشفت أنه لا يناسبها أبداً ونقاط اختلافهم أكثر بكثير من نقاط التقائهم".
أما حنان فتقول إنها تحافظ على أولادها وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تتراجع عن فكرة الانفصال كما وتعتبر نفسها مدفونة بالحياة على حد قولها، كما عبرت عن معاناتها قائلة: "كيف أصف حالة امرأة ماتت مشاعرها وتعيش مع رجل لا تكُن له أي مشاعر".
وللرأي الإيجابي جانب، وهذا ما اخبرتنا به نورهان والتي عبرت بحب كبير وقالت إن زوجها هو الرجل الذي طالما حلمت به وأنها تعيش معه بحب وسلام ومقتنعة به تمام الاقتناع.
نفس الرأي قالته أم فارس "متزوجة منذ 25 سنة"، فقد أخبرتنا أنها تعيش حياة دافئة مع زوجها وأنه تحبه جداً رغم أن الأمر لا يخلو من بعض المشكلات إلا أن الحب موجود دائماً.
وعن الجدة أم عبدالله تقول إنها لا تزال تحب زوجها أبو عبدالله رغم أنه أصبح لهم أحفاد إلا أن المشاعر موجودة بل زادت وزاد الاحترام وقالت إنها لم تندم يوماً عليه بل لو يرجع بها الزمن للوراء فلن تختار أحداً سواه.
وعن رأي المختصين بهذا الموضوع فيقول الدكتور عبدالله
إن الزواج الناجح لابد له من مجهودات من الطرفين لينجح وليستمر مدة طويلة فالعلاقات بصفة عامة يصيبها الفتور والبرود وإن لم يتم معالجة الأمر بشكل ذكي وفوري قد تذهب العلاقة لما لا يُحمد عقباه، كما ينصح الدكتور بأخذ نصائح من خبراء ومختصين في مجال المشكلات الأسرية إذا شعر الطرفان أنّ الأمر أصبح خارج نطاق سيطرتهم،
وبالتأكيد للقناعة وتفهم الظروف التي تحيط بالعلاقة من ضغوط حياة ومشاغل ومتطلبات الأسرة، جميعها أمور لا بد للطرفين من تفهمها بحيث يستطيع كل منهم إيجاد حلول للحياة السعيدة بمعناها الحقيقي العميق.
تقرير روتانا
رد مع اقتباس
