بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ولنحذر نحن أن نكون يوم القيامة مصداقاً لما ورد في الحديث الشريف: «أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره»(1).
وإنّ تصوّر أنّه حتّى لو لم ترد هذه الرواية لكان ينبغي لنا إدراك ذلك بالتأمّل، كما يفترض بنا الاهتداء والاقتداء بأقوال وأفعال الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم الذين يعلّموننا ما هو الخطأ وما هو الصواب، ويمكننا القول إنّ هذا ممّا يمكن استفادته حتّى من عموم رواياتهم الأُخرى.
حقّاً ما أعظم حسرة الإنسان وهو يرى نفسه متردّياً خاسراً لعدم استرشاده بالنصح الذي قدّمه لغيره، في حين يرى أنّ من نصحه قد أخذ بنصحه ونجا وفاز يوم القيامة!
إنّ الطريق إلى «فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون» طويل جدّاً، لكن هذا لا يعفينا أبداً، بل علينا أن نسير فيه دوماً، ولقد وعد الله تعالى عباده الساعين والمتوكّلين عليه بالتوفيق، وهو تعالى صادق الوعد، فلنترفّع عن صغائر الأُمور ونضاعف من اهتمامنا بأُمور الآخرة عسى الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ببركة أهل البيت سلام الله عليهم لكي نرى أنفسنا بعد انصرامه وقد تغيّرنا نحو الأفضل، وازددنا ورعاً وتقوى واقتراباً من حال الذين «فهم والجنّة كمن قد رآها...».
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
---------------------
(1) مستدرك الوسائل للنوري: 1 / 125 ح 10.