النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

تفسير الحمد لله رب العالمين

الزوار من محركات البحث: 69 المشاهدات : 1529 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 470
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 326
    مزاجي: عالي جدا
    أكلتي المفضلة: خيارباللبن
    موبايلي: x2
    آخر نشاط: 3/June/2022

    تفسير الحمد لله رب العالمين

    1ـ دعاءالجوشن الكبير، الفقرة، 20.

    [36]

    الآية

    الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ(1)

    التّفسير

    العالم مغمور في رحمته

    بعدالبسملة، أول واجبات العباد أن يستحضروا دوماً مبدأ عالم الوجود، ونِعَمهاللامتناهية، هذه النعم التي تحيطنا وتغمر وجودنا، وتهدينا إلى معرفة الله من جهة،وتدفعنا على طريق العبودية من جهة اُخرى.

    وعندما نقول أن النعم تشكّل دافعاً ومحرّكاً على طريق العبودية، لأنّ الإِنسان مفطورعلى البحث عن صاحب النعمة حينما تصله النعمة، ومفطور على أن يشكر المنعم علىأنعامه.

    منهنا فان علماء الكلام (علماء العقائد) يتطرقون في بحوثهم الأولية لهذا العلم إلى «وجوب شكر المنعم» باعتباره أمراً فطرياً وعقلياً دافعاً إلى معرفة الله سبحانه.

    وإنماقلنا إن النعم تهدينا إلى معرفة الله، لأن أفضل طريق وأشمل سبيل لمعرفته سبحانه،دراسة أسرار الخليقة، وخاصة ما يرتبط بوجود النعم في حياة الإنسان.

    [37]

    ممّاتقدم ابتدأت سورة الحمد بعبارة (اَلْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

    ولفهمعمق هذه العبارة وعظمتها يلزمنا توضيح الفرق بين «الحمد» و «المدح» و«الشكر»والنتائج المترتبة على ذلك:

    1 ـ «الحمد» في اللغة: الثناء على عمل أو صفة طيبة مكتسبة عناختيار، أي حينما يؤدي شخص عملا طيّباً عن وعي، أو يكتسب عن اختيار صفة تؤهلهلأعمال الخير فإنّنا نحمده ونثني عليه.

    و«المدح»هو الثناء بشكل عام، سواء كان لأمر إختياري أو غير إختياري، كمدحنا جوهرة ثمينةجميلة. ومفهوم المدح عام، بينما مفهوم الحمد خاص.

    أمّامفهوم «الشكر» فأخصّ من الاثنين، ويقتصر على ما نبديه تجاه نعمة تغدق علينا منمنعم عن إختيار(1).

    ولوعلمنا أنّ الألف واللام في (الحمد) هي لاستغراق الجنس، لعلمنا أنّ كل حمد وثناءيختص بالله سبحانه دون سواه.

    ثناؤناعلى الآخرين ينطلق من ثنائنا عليه تعالى، لأنّ مواهب الواهبين كالأنبياء فيهدايتهم للبشر، والمعلمين في تعليمهم، والكرماء في بذلهم وعطائهم، والأطباء فيعلاجهم للمرضى وتطبيبهم للمصابين، إنّما هي في الأصل من ذاته المقدسة. وبعبارةاُخرى: حمد هؤلاء هو حمد لله، والثناء عليهم ثناء على الله تعالى.

    وهكذاالشمس حين تغدق علينا بأشعتها، والسحب بأمطارها، والأرض ببركاتها، كلّ ذلك منهسبحانه، ولذلك فكلّ الحمد له.

    وبكلمةأُخرى: جملة (اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إشارة إلى توحيد الذات، والصفات، والأفعال (تأمّل بدقة).



    1ـ«الشكر»، من وجهة نظر اُخرى أوسع إطاراً، لأنّ الشكر يؤدي بالقول أحياناً وبالعملاُخرى. أمّا الحمد والمدح فبالقول غالباً.

    [38]

    2 ـ وصف (الله) بأنه (رَبّ الْعَالَميِن) هو من قبيل ذكر الدليلبعد ذكر الادعاء، وكأنّ سائلا يقول: لم كان حمد لله؟ فيأتي الجواب: لأنه (رب العالمين).

    وفيموقع آخر يقول القرآن عن الباري سبحانه: (الَّذي أَحْسَنَ كُلَّشَيْء خَلَقَهُ ...)(1).

    ويقولأيضاً: (وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِرِزْقُهَا)(2).

    3 ـ يستفاد من (الحمد) أن الله سبحانه واهب النعم عن إرادةوإختيار، خلافاً لأولئك القائلين إنّ اللّه تعالى مجبر على أن يفيض بالعطاء كالشمس!!

    4 ـ جدير بالذكر أن الحمد ليس بداية كل عمل فحسب، بل هو نهاية كلعمل أيضاً كما يعلمنا القرآن.

    يقولسبحانه عن أهل الجنة: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّوَتَحِيَّتُهُمْ فِيهِا سَلامٌ، وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّالْعَالَمِينَ)(3).

    5 ـ أما كلمة «ربّ» ففي الأصل بمعنى مالك وصاحب الشيء الذي يهتمبتربيته وأصلاحه. وكلمة «ربيبة» وهي بنت الزوجة، ومأخوذة من هذا المفهوم للكلمة.لأن الربيبة تعيش تحت رعاية زوج أُمّها.

    والكلمةبلفظها المطلق تعني ربّ العالمين، وإذا أطلقت على غير الله لزم أن تضاف، كأن نقول:ربّ الدار، وربّ السفينة(4).

    وذكرصاحب تفسير (مجمع البيان) معنىً آخر للرب، وهو السيد المطاع، ولكن لا يبعد أن يعودالمعنيان إلى أصل واحد(5).

    6 ـ كلمة «عالمين» جمع «عالم»، والعالم: مجموعة من الموجودات



    1ـالسجدة، 7.

    2ـ هود، 6.

    3ـ يونس،10.

    4ـ قاموساللغة، ومفردات الراغب، وتفسير مجمع البيان، وتفسير البيان.

    5ـ لابدّمن الإِلتفات إلى أن (رب) من مادة (ربب)، لا من (ربو)، أي إنه مضاعف لا ناقص.

    [39]

    المختلفةذات صفات مشتركة، أو ذات زمان ومكان مشتركين، كأن نقول: عالم الإِنسان، وعالمالحيوان، وعالم النبات. أو نقول عالم الشرق وعالم الغرب، وعالم اليوم، وعالمالأمس. فكلمة العالم وحدها تتضمن معنى الجمع، وحين تجمع بصيغة «عالمين»، فيقصدمنها كل مجموعات هذا العالم.

    ويلفتالنظر هنا أن كلمة عالم جُمعت هنا جمعاً مذكراً سالماً، ونعرف أن جمع المذكرالسالم يستعمل في العاقل عادة، ومن هنا ذهب بعض المفسرين إلى أن كلمة «عالمين»إشارة إلى المجموعات العاقلة في الكون كالبشر، والملائكة، والجن، ولكن قد يكون هذاالاستعمال للتغليب، أي لتغليب المجموعات العاقلة على غير العاقلة.

    7 ـ يقول صاحب المنار: (ويؤثر عن جدنا الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) أن المراد بــ(العالمين)النّاس فقط)(1).

    ثميضيف: وقد وردت كلمة (العالمين) في القرآن الكريم أيضاً بهذا المعنى كقوله: (ليكون للعالمين نذيراً)(2).

    ولكن،لو استعرضنا مواضع استعمال (عالمين) في القرآن، لرأينا أن هذه الكلمة وردت في كثيرمن الآيات بمعنى بني الإنسان، بينما وردت في مواضع اُخرى بمعنى أوسع يشمل البشروسائر موجودات الكون الاُخرى، كقوله تعالى: (فَللهِ الْحَمْدُ رَبِّالسَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(3) وكقوله سبحانه: (قال فرعون: وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: رَبُّالْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا)(4).

    وعنالإِمام علي بن أبي طالب(عليهالسلام) في تفسير (ربّ العالمين) قال: «رَبُّ الْعَالَمِينَ هُمُ الْجَمَاعَاتُ مِنْ كُلِّ مَخْلُوقمِنَ الْجَمَادَاتِ وَالْحَيْوَانَاتِ»(5).



    1ـالمنار، ج 1، ص 51.

    2ـالفرقان، 1.

    3ـالجاثية، 36.

    4ـالشعراء، 23 و 24.

    5ـ تفسيرنور الثقلين، ج 1، ص 17.

    [40]

    كلمةعالمين يمكن فهمها في إطارها الكوني الأوسع، ويمكن فهمها في إطار عالم (الإِنسان)ـ كما ورد في رواية الإمام زين العابدين(عليه السلام)، لأن الكائن البشري أشرف المخلوقات، ولأنالإِنسان هو الهدف الأساس من هذه المجموعة الكبرى وليس بين الفهمين أي تناقض.

    8 ـ جدير بالذكر أن هناك من قسّم العالم إلى: عالم صغير وعالمكبير، والمقصود من العالم الصغير هو الإِنسان، لأنه لوحده ينطوي على مجموعة من نفسالقوى المتحكمة في هذا الكون الفسيح. والإنسان ـ في الواقع ـ عينيّة مصغرة لكل هذاالعالم.

    الذيدعانا إلى التوسّع في مفهوم كلمة (العالم) هو أن عبارة «ربّ العالمين» جاءت وكأنها دليل على عبارة (الحمد لله)، أي أننا نقول في سورةالفاتحة: إن الحمد مختص بالله تعالى لأنه صاحب كل كمال ونعمة وموهبة في العالم.

    * * *

    بحثان

    1 ـرفض الآلهة:

    شهدالتاريخ البشري ألوان الإنحرافات عن خط التوحيد، والصفة البارزة في هذه الإنحرافاتهو الاعتقاد بوجود آلهة متعددة لهذا العالم. وفكرة التعدّد انطلقت من ضيق نظرةأصحابها الذين راحوا يعيّنون لكل جانب من جوانب الكون والحياة إلهاً، وكأنّربوبيّة العالمين لا يمكن إناطتها لمصدر واحد!! وراحت بعض الأمم تصنع الآلهةلأُمور جزئية كالحب والعقل والتجارة والحرب والصيد.

    اليونانيّونمثلا كانوا يعبدون اثنتي عشرة أَلهةً وضعوها على قمة (أولمپ)

    [41]

    وكلواحدة منها تمثل جانباً من صفات البشر!!(1).

    والكلدانيّوناعتقدوا بإله الماء وإله القمر وإله الشمس وإله الزهرة، وأطلقوا على كل واحد منهااسماً معيناً، واتخذوا فوق ذلك «مردوخ» إلهاً أكبر لهم.

    والرومتعددت آلهتهم أيضاً، وراج سوق الشرك عندهم أكثر من أية أمّة اُخرى. فقد قسمواالآلهة إلى مجموعتين: آلهة الأسرة وآلهة الحكومة. ولم يكونوا يكنون ولاء لآلهةالحكومة، (لعدم إرتياحهم من حكومتهم!).

    وقدورد في التاريخ أن الروم اتخذوا لهم ثلاثين ألف إلهاً حتى قال أحد رجالهم مازحاً:إن عدد الهتنا من الكثرة إلى درجة أنها اكثر من المارّة في الأزقة والطرقات، وكلّواحد منها مظهر من مظاهر الكون المشهودة، إله مثل إله الزراعة، وإله المطبخ، وإلهمستودع الطعام، وإله البيت، وإله النار، وإله الفاكهة، وإله الحصاد، وإله شجرةالعنب، وإله الغابة، وإله الحريق، وإله بوابة روما، وإله بيت النار(2).
    التعديل الأخير تم بواسطة Ammar ; 14/April/2012 الساعة 10:02 pm السبب: تعديل العنوان
    اخر مواضيعيالفكر وشراكة الاخرينصنع حلموانقضى العمركيف تموت الملائكةتشويه خلق الله

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: بلا ما تعرفون
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,046 المواضيع: 1,766
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2527
    موبايلي: n96i
    آخر نشاط: 8/December/2012
    جزاكم الله كل خير وبارك فيكم

    احسنتم

  3. #3
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,946 المواضيع: 10,518
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87271
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 18
    بارك الله بك

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    شكرا ابو الفضل على الموضوع الجميل

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,239 المواضيع: 93
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 303
    مزاجي: تركوازي
    موبايلي: طابوكة
    أحسنتم

  6. #6
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: April-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 342 المواضيع: 64
    التقييم: 59
    مزاجي: متفائل
    أكلتي المفضلة: القناعة كنزا لايفنى
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: 23/October/2012
    بارك الله بيك

    اخوية الغالي على الطرح الجميل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال