في البدء كانت أمنية
كنت في السابعة من عمري ، إلتحقت بالمدرسة في منطقه البياع ( حي في بغداد ، كانت المدرسة قريبة من حيث نسكن ، في أحد بيوت بغداد القديمة.. ذات الطراز المعماري المميز ..
ومما كان يلفت إنتباهي يوميا ، وجود عدد من الرجال ، أمام كل منهم مايشبه " الصندوق " ، عليه أوراق مسطرة وظروف ، أقلام ، محبرة ..
ويجلس أمامهم من الناحية الأخرى أشخاص ( رجال ، ونساء ) يتحدثون إليهم ، بينما هم يكتبون لهم .. عرفت بعدها أن هؤلاء الرجال يمتهنون الكتابة لمساعدة الأشخاص الذين لا يعرفون القراءة والكتابة .
كانوا يكتبون لهم ما يسمى بالعرائض ( طلبات ) لتقديمها للجهات الحكومية المختصة ، أو كتابة الرسائل إلى ذويهم المقيمين خارج بغداد او العراق
عندها تمنيت لو أنني أجيد القراءة والكتابة لمساعدة هؤلاء ..
وكانت هذه بداية " أمنية ".... تجاه الكتابة ....
من ثم بدأت في السنوات التالية ، قراءة الصحف والمجلات ( غالبا قافلة الزيت التي تصدرها شركة أرامكو آنذاك )....
وفي إحدى المرات قرأت قصيدة عن " فلسطين " ، لشاعر لا أذكر إسمه الآن ، إلا أن إسمه الأول على ما أعتقد كان هارون ، أو هاشم ؟؟
ومن أبيات هذه القصيدة ، لفت نظري بيت لا زلت أذكره حتى يومنا هذا : -
لو كان لي نفط الكويت لجعلته ***** يمشي على جثث اليهود جنودا
أعجبتني القصيدة ، فقمت بنسخها وإرسالها بالبريد إلى صحيفة " البلاد " .. على ما أذكر
وبعد أيام نشرت القصيدة ، وتحتها إسمي …
وبذلك إقترفت أول " سرقة أدبية " دون أن أعلم أنها سرقة