2 ـ لفظالجلالة جامع لصفاته تعالى:
كلمة (اسم) أول ما تطالعنا في البسملةمن كلمات، وهو في رأي علماء اللغة من (السموّ) على وزن (العُلوّ)، ومعناه الإِرتفاع، ويفهم أن الشيء بعدالتسمية يخرج من مرحلة الخفاء إلى مرحلة البروز والظهور والرقي، أو إنّه يرتفعبالتسمية عن مرحلة الإِهمال ويكتسب المعنى والعلو(2).
بعد كلمة الاسم نلتقي بكلمة (الله) وهي أشمل أسماء ربّ العالمين فكل اسم ورد لله في القرآنالكريم وسائر المصادر الإِسلامية يشير إلى جانب معين من صفات الله. والاسم الوحيدالجامع لكل الصفات والكمالات الإِلهية أو الجامع لكل صفات الجلال والجمال هو (الله).
ولذلك اعتبرت بقية الإسماء صفات لكلمة(الله) مثل: (الغفور) و(الرحيم) و(السميع) و(العليم) و(البصير) و(الرزاق) و(ذو القوة) و(المتين) و(الخالق)
1 ـالبيهقي، ج 2، ص 49. والحاكم في المستدرك، ج 1، ص 233.
2 ـ ذهببعضهم إلى أنّ (الاسم) من (السمة) على وزن (الهبة) من مادة (وسم) أي وضع علامة. لأنالاسم علامة المعنى. ولكن أكثر علماء اللغة رفضوا هذا الإِشتقاق، لأنه من الواضحأن الجذور الاصلية للكلمة تظهر عند الجمع والتصغير فالواو لا تظهر في الجمعوالتصغير (كما تظهر في المثال الواوي عادة) فنقول في الجمع أسماء، في التصغير،سميّ، وسميّة فهو إذن ناقص واوي لا مثال واوي.
كلمة (الله) هي وحدها الجامعة، ومنهنا اتّخذت هذه الكلمة صفات عديدة في آية كريمة واحدة، حيث يقول تعالى: (هُوَ اللّهُالَّذِي لاَ إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الّقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُالْمُهَيْمِنُ الْعَزيرُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)(1)
أحد شواهد جامعية هذا الاسم أنّالإِيمان والتوحيد لا يمكن إعلانه إلاّ بعبارة (لا إله اِلاّ الله)، وعبارة (لاَ إِلهَ إلاَّ القَادِر...أو إِلاَّ الخالِق ... أو إِلاَّ الرَّزَّاق) لا تفي بالغرض. ولهذا السبب يشار فيالأديان الاُخرى إلى معبود المسلمين باسم (الله) فهذه التسمية الشاملة خاصةبالمسلمين.