النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الزوار من محركات البحث: 27 المشاهدات : 732 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 470
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 326
    مزاجي: عالي جدا
    أكلتي المفضلة: خيارباللبن
    موبايلي: x2
    آخر نشاط: 3/June/2022

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    وسليمان(عليه السلام)يبدأ رسالته إلى ملكة سبأ بالبسملة:(إِنَّهُ مِنْ سُلَيَْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ...)(2).

    وانطلاقاً من هذا المبدأ تبدأ كلّ سورالقرآن بالبسملة، كي يتحقّق هدفها الأصل المتمثل بهداية البشرية نحو السعادة،ويحالفها التوفيق من البداية إلى ختام المسيرة.

    وتنفرد سورة التوبة بعدم بدئهابالبسملة، لأنّها تبدأ بإعلان الحرب على مشركي مكة وناكثي الأيمان، وإِعلان الحرب لا ينسجم مع وصف الله بالرحمن الرحيم.

    * * *

    تجدر الإِشارة إلى أنّ البسملة تقتصرعلى صيغة «بسم الله» ولا تقول فيها: باسم الخالق أو باسم الرزاق وما شابهها منالصيغ. والسبب يعود إلى أنّ كلمة (الله) ـ كما سيأتي ـ جامعة لكلّ أسماء الله وصفاته. أمّا الأسماء الاُخرى لله فتشير إلى قسم من كمالاته كالرحمة والخالقية.

    اتضح ممّا سبق أيضاً أنّ قولنا: «بِاسْمِ اللهِ» في بداية كلّ عمل يعني «الاستعانة» بالله، ويعني أيضاً «البدء» باسم الله. وهذان المعنيان يعودان إلى أصل واحد، وإن عمد بعض المفسّرين إلى التفكيك بينهما وتقدير كل واحد منهما في الكلام. فالمعنيان متلازمان، أي: أبدأ باسم الله وأستعين بذاته المقدّسة.

    وطبيعي أنّ البدء باسم الله الذي تفوق قدرته كل قدرة، يبعث فينا القوة، والعزم، والثقة، والإِندفاع، والصمود والأمل أمام الصعاب والمشاكل، والإِخلاص والنزاهة في الحركة.




    1 ـ هود، 48.

    2 ـ النمل،30.

    [28]

    وهذا رمز آخر للنجاح، حين تبدأالأعمال باسم الله.

    مهما أطلنا الحديث في تفسير هذه الآيةفهو قليل، فالمعروف عن عليّ(عليه السلام)أنّه بدأ يفسّر لابن عباس آية البسملة في أول الليل، فأسفر الصبح وهو لم يتجاوز تفسير الباء منها، غير أنّناننهي البحث بحديث عنه(عليه السلام)، وستكون لنا بحوث اُخرى في هذا الصدد خلال بحوثنا القادمة.

    دَخَلَ عَبْدُ الله بنُ يَحْيى عَلى أَمِير الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُرْسِيٌّ فَأَمَرَهُبالْجُلُوسِ عَلَيْهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَمَالَ بِهِ حَتّى سَقَطَ عَلى رَأْسِهِ فَأَوْضَحَ عَنْ عَظْمِ رَأْسِهِ وَسَالَ الدَّمُ، فَأَمَرَ أَميرُ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَاء فَغَسَلَ عَنْهُ ذَلِكَ الدَّمَ ثُمَّ قَالَ: أُدْنُ مِنّي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى مَوْضِحَتِهِ «... أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ حَدَّثَني عَن اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: كُلُّ أَمْر ذِي بَال لَمْ يَذْكَر فِيهِ بِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ؟» فَقُلْتُ: بَلى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي لاَأَتْرُكُهَا بَعْدَهَا، قَالَ: «إِذاً تحْظى بِذَلِكَ وَتسْعَدُ»(1).

    وَقَالَ الصَّادِقُ(عليه السلام): «وَلَرُبَّمَا تَرَكَ فِي افْتِتَاحِ أَمْر بَعْضُ شِيعَتِنَا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَيَمْتَحِنُهُ اللهُ بِمَكْرُوه لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكْرِ اللهِ تَعَالى وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَيَمْحُو فِيهِ عَنْهُ وَصمَةَ تَقْصِيرِهِ عِنْدِتَرْكِهِ قَوْلَ بِسْمِ اللهِ»(2).

    * * *

    1ـ هل البسملة جزء من السّورة؟

    أجمع علماء الشيعة على أنّ البسملةجزء من سورة الحمد وكلّ سور القرآن، وكتابتها في مطالع السور أفضل شاهد على ذلك،لأنّنا نعلم أن النصّ القرآني مصون عن أيّة اضافة، وذكر البسملة معمول به منذ زمن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم).




    1 ـ بحارالأنوار، ج 92، الباب 29، ص 241 و 242.

    2 ـ نفسالمصدر، ص 240.

    [29]

    أمّا علماء السنّة فاختلفوا في ذلك،وصاحب المنار يجمع أقوالهم فيما يلي:

    «أجمع المسلمون على أن البسملة من القرآن وأنها جزء آية من سورة النمل. واختلفوا في مكانها من سائر السور، فذهب إلى أنّها آية من كل سورة علماء السلف من أهل مكة ـ فقهاؤهم وقراؤهم ـ ومنهم: ابن كثير. وأهل الكوفة ومنهم عاصم والكسائي من القراء، وبعض الصحابة والتابعين من أهل المدينة، والشافعي في الجديد وأتباعه، والثوري وأحمد في أحد قوليه، والإِمامية،ومن المروي عنهم ذلك من علماء الصحابة عليّ وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة، ومن علماء التابعين سعيد بن جبير وعطاء والزهري وابن المبارك. وأقوى حججهم في ذلك إجماع الصحابة ومن بعدهم على إثباتها في المصحف أول كل سورة سوى سورة البراءة(التوبة) مع الأمر بتجريد القرآن عن كل ما ليس منه. ولذلك لم يكتبوا (آمين) في آخرالفاتحة ...».

    ثم ينقل عن مالك والحنفية وآخرين،أنّهم ذهبوا إلى أنّ البسملة آية مستقلّة نزلت لبيان رؤوس السور والفصل بينها.

    وعن حمزة من قرّاء الكوفة وأحمد«الفقيه السنّي المعروف» أنّها من الفاتحة دون غيرها من سور القرآن(1).

    ومن مجموع ما ذكر يستفاد أنّ الأكثريةالساحقة من أهل السنة يرون أنّ البسملة جزء من السّورة كذلك.

    ننقل هنا طائفة من الروايات المنقولةفي هذا الصدد بطرق الشيعة والسنة، وبالقدر الذي يتناسب مع هذا البحث التّفسيري:

    1 ـ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارقَالَ: قُلْتُ لاَِبي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام): إذا قُمْتُ لِلصَّلاَةِ أقْرَأُبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فِي فاتِحَةِ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»قُلْتُ: فَإِذا قَرَأْتُ فَاتِحَةَ الْقُرْآنِ أَقْرَأُ بِسْمِ اللهِ




    1 ـ تفسيرالمنار، ج 1، ص 39 ـ 40.

    [30]

    الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَعَ السُّورَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»(1).

    2 ـ ما أخرجه الدارقطني بسند صحيح عن علي(عليه السلام): «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّبْعِ الْمَثَانِي، فَقَالَ: اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقِيلَ لَهُ:إِنَّمَا هِيَ سِتُّ آيَات فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية»(2).

    3 ـ روى البيهقي بسنده عن ابن جبير،عن ابن عباس، قال: «إِسْتَرَقَ الشَّيطانُ مِنَ النَّاسِ أَعْظَمَ آيَة مِنَ الْقُرْآنِ: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم:(إشارة إلى شيوع عدم قراءتها في مطالع السور)(3).

    أضف إلى ذلك، أنّ سيرة المسلمين جرت دوماً على قراءة البسملة في مطالع السور لدى تلاوة القرآن، وثبت بالتواتر قراءةالنّبي لها. وكيف يمكن أن تكون أجنبية عن القرآن والنّبي والمسلمون يواظبون على قراءتها لدى تلاوتهم القرآن؟!

    وأمّا ما ذهب إليه بعضهم من احتمال أنّ البسملة آية مستقلّة وليست جزءً من سور القرآن، فهو احتمال واه ضعيف، لأن مفهوم البسملة يشعر ببداية العمل، ولا يفصح عن معنى منفصل مستقل.

    وفي اعتقادنا أنّ الإِصرار على فصل البسملة عن السور تعصّب لا مبرر له، ولا ينهض عليه دليل، في حين أنّ مضمونها مسفرعن أنّها بداية لما بعدها من الأبحاث.

    يبقى إيراد واحد، هو أنّ البسملة لاتحتسب في عدّ آيات سور القرآن (عدا بسملة سورة الحمد)، بل يبدأ العدّ من الآيةالتالية للبسملة.

    والجواب على ذلك ما ذكره (الفخرالرازي) في تفسيره الكبير، إذ قال: لا




    1 ـ الكافي،ج 3، ص 312.

    2 ـالإِتقان، مجلد 1، ص 136. نقلا عن البيان، ص 441.

    3 ـالبيهقي، ج 2، ص 50.

    [31]

    يمنع أن تكون البسملة لوحدها آية فيسورة الحمد، وأن تكون جزءً من الآية الاُولى في سائر سور القرآن (أي أنّ مطلع سورةالكوثر مثلا: بسم الله الرحمن الرحيم إنّا أعطيناك الكوثر) يعتبر كلّهآية واحدة.

    والمسألة ـ على أيّ حال ـ واضحة إلىدرجة كبيرة حتى روي: أنَّمُعَاوِيَةَ صَلّى بِالنّاسِ في فَتْرَةِ حُكُومَتِهِ فَلَمْ يَقْرَأْ اَلْبسْمَلَةَ،فَصَاحَ جَمْعٌ مِنَ الْمُهاجِرينَ وَالاَْنْصَارِ بَعْدَ الصَّلاَةِ: أَسَرَقْتَأَمْ نسِيتَ؟(1).
    التعديل الأخير تم بواسطة Ammar ; 14/April/2012 الساعة 9:59 pm السبب: تصحيح الاخطاء الاملائية
    اخر مواضيعيالفكر وشراكة الاخرينصنع حلموانقضى العمركيف تموت الملائكةتشويه خلق الله

  2. #2
    من أهل الدار

    ـ الرّحمة الإِلهية الخاصة والعامّة

    3 ـ الرّحمةالإِلهية الخاصة والعامّة:
    المشهور بين جماعة من المفسّرين أنّصفة (الرحمن) تشير إلى الرحمة الإِلهية العامة، وهي تشمل الأولياء والأعداء،والمؤمنين والكافرين، والمحسنين والمسيئين، فرحمته تعمّ المخلوقات، وخوان فضلهممدود أمام جميع الموجودات، وكلّ العباد يتمتعون بموهبة الحياة، وينالون حظهم منمائدة نعمه اللامتناهية. وهذه هي رحمته العامة الشاملة لعالم الوجود كافة وماتسبّح فيه من كائنات.
    وصفة (الرحيم) إشارة إلى رحمته الخاصةبعباده الصالحين المطيعين، قد استحقوها بإيمانهم وعملهم الصالح، وَحَرُمَ منهاالمنحرفون والمجرمون.
    الأمر الذي يشير إلى هذا المعنى أنّصفة (الرحمن) ذكرت بصورة مطلقة في القرآن الكريم ممّا يدل على عموميتها، لكنّ صفة(الرحيم) ذكرت أحياناً مقيّدة، لدلالتها الخاصة، كقوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنينَ رَحِيماً)(2) وأحياناًاُخرى مطلقة

    1 ـ الحشر،23.
    2 ـالأحزاب، 43.
    [33]
    كما في هذه السّورة.
    وفي رواية عن الإِمام جعفر بن محمّدالصادق(عليه السلام) قَالَ: «وَالله إلهُكُلِّ شَيْء الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنينَ خَاصَّةً»(1).
    من جهة اُخرى، كلمة (الرحمن) اعتبروها صيغة مبالغة، ولذلك كانت دليلا آخر على عمومية رحمته.واعتبروا (الرحيم) صفة مشبّهة تدلّ على الدوام والثبات، وهي خاصة بالمؤمنين.
    وثمّة دليل آخر، هو إنّ (الرحمن) من الأسماء الخاصة بالله، ولا تستعمل لغيره، بينما(الرحيم) صفة تنسب لله ولعباده. فالقرآن وصف بها الرّسول الكريم، حيث قال: (عَزِيزٌ عليه مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌبِالْمُؤْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(2).
    وإلى هذا المعنى أشار الإِمام الصادق(عليه السلام)، فيما روي عنه: (اَلرَّحْمنُ إِسْمٌ خَاصٌّ بصِفَةعَامَّة، وَالرَّحيمُ عَامٌّ بِصِفَة خَاصَّة»(3).
    ومع كل هذا، نجد كلمة (الرحيم) تستعمل أحياناً كوصف عام. وهذا يعني أن التمييز المذكور بينالكلمتين إنما هو في جذور كل منهما، ولا يخلو من استثناء.
    في دعاء عرفة ـ المنقول عن الحسين بنعلي(عليه السلام) ـ وردت عبارة: «يَا رَحْمنَ الدُّنْيِا وَالاْخِرَةِوَرَحِيمَهُمَ ا».
    نختتم هذا الموضوع بحديث عميق المعنى،عن رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ: «إِنَّ للهِعَزَّ وَجَلّ مائَةَ رَحْمَة، وَإِنَّهُ أَنْزَلَ مِنْهَا واحِدَةً إِلَىالأَرْضِ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَ خَلْقِهِ، بِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَيَتَرَاحَمُونَ،وَأَخَّر َ تِسْعاً وَتِسْعِينَ لِنَفْسِهِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ»(4).
    * * *

    1 ـ الكافي،وتوحيد الصدوق، ومعاني الأخبار (نقلا عن الميزان).
    2 ـ التوبة،128.
    3 ـ مجمعالبيان، ج 1، ص 21.
    4 ـ نفسالمصدر.
    [34]
    لِمَ لَمْ تَرِدْ بَقية صِفاتِ اللهِ في البَسْمَلَةِ؟
    في البسملة ذكرت صفتان لله فقط هما:الرحمانية والرحيمية، فما هو السبب؟
    الجواب يتضح لو عرفنا أنّ كل عملينبغي أن يبدأ بالاستمداد من صفة تعم آثارها جميع الكون وتشمل كلّ الموجودات،وتنقذ المستغيثين في اللحظات الحساسة.
    هذه حقيقة يوضّحها القرآن إذ يقول: (وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيء)(1)، ويقول على لسانحملة العرش: (رَبَّنَا وسِعْتَ كُلَّ شَيْء رَحْمَةً)(2).
    ومن جانب آخر نرى الأنبياء وأتباعهميتوسّلون برحمة الله في المواقف الشديدة الحاسمة. فقوم موسى تضرّعوا إلى الله أنينقذهم من تجبّر فرعون وظلمه، وتوسّلوا إليه برحمته فقالوا: (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ)(3).
    وبشأن هود وقومه، يقول القرآن: (فَأَنْجَيْنَاهُوَالَّذِين َ مَعَهُ بِرَحمَة منَّا)(4).
    من الطبيعي أنّنا ـ حين نتضرّع إلىالله ـ نناديه بصفات تتناسب مع تلك الحاجة، فعيسى(عليه السلام)حين يطلب من الله مائدة من السماء، يقول: (اللّهُمَّ رَبَّنَاأَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُالرَّازِقِينَ)(5).
    ونوح(عليه السلام)يدعو الله في حطّ رحاله: (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكاًوَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(6).
    وزكريا نادى ربّه لدى طلب الولدالوارث قال: (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(7).

    1 ـ الأعراف،156.
    2 ـ المؤمن،7.
    3 ـ يونس،86.
    4 ـالأعراف، 72.
    5 ـالمائدة، 114.
    6 ـالمؤمنون، 29.
    7 ـالأنبياء، 89.
    [35]
    للبدء بأيّ عمل ينبغي ـ إذن ـ أننتوسّل برحمة الله الواسعة، رحمته العامة ورحمتة الخاصة. وهل هناك أنسب من هذهالصفة لتحقّق النجاح في الأعمال، وللتغلب على المشاكل والصعاب؟!
    والقوة التي تستطيع أن تجذب القلوبنحو الله وتربطها به هي صفة الرحمة، إذ لها طابعها العام مثل قانون الجاذبية،ينبغي الإِستفادة من صفة الرحمة هذه لتوثيق العرى بين المخلوقين والخالق.
    المؤمنون الحقيقيون يطهّرون قلوبهمبذكر البسملة في بداية كلّ عمل من كل علقة وإرتباط، ويرتبطون بالله وحده ويستمدّونمنه العون، ويتوسلون إليه برحمته التي وسعت كلّ شيء.
    والبسملة أيضاً تعلّمنا أنّ أفعالالله تقوم أساساً على الرحمة، والعقاب له طابع استثنائي لا ينزل إلاّ في ظروفخاصة، كما نقرأ في الأدعية المروية عن آل بيت رسول الله: «يَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ»(1).
    المجموعة البشرية السائرة على طريقالله ينبغي أن تقيم نظام حياتها على هذا الأساس أيضاً، وأن تقرن مواقفها بالرحمةوالمحبة، وأن تترك العنف إلى المواضع الضرورية، «113» سورة من مجموع «114» سورةقرآنية تبدأ بالتأكيد على رحمة الله، وسورة التوبة وحدها تبدأ بإعلان الحرب والعنفبدل البسملة.
    * * *


  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: بلا ما تعرفون
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,046 المواضيع: 1,766
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2527
    موبايلي: n96i
    آخر نشاط: 8/December/2012
    أحسنتم

    بارك الله فيكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال