Friday the 13th april 2012
التكنولوجيا تنقذ رواية عمياء كُتبت بقلم لا يكتب
خبراء الطب الشرعي تولوا إعادة الكلمات من شبه عدم
بعدما ظنت كاتبة عمياء أنها أنجزت معظم روايتها، قيل لها إن كل مجهودها عبارة عن ورق أبيض لا أكثر. لكن تكنولوجيا الطب الشرعي أعادت اليها كلماتها الضائعة... وابتسامتها!
حقق خبراء الطب الشرعي أمنية غالية لامرأة عمياء إذ أعادوا لها من شبه عدم رواية كتبت فصولها الأولى الأساسية بقلم لم تعلم أنه كان خاليًا من الحبر.
هذه هي الانكليزية تريش فيكرز (59 عامًا) التي قالت إنها لم تصدق أذنيها عندما قال لها المبصرون إن معظم ما كتبته «لم يكن هناك».
لكن تشاء الأقدار أن تضع حدًا لخيبة الأمل العميقة هذه. فقد قرر أهلها في لحظة تجلٍ مشوبة بالرجاء الاستنجاد بشرطة مقاطعة دروسيت الانكليزية حيث يقيمون، وتحديدًا بقسم الطب الشرعي.
وتبعا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية فعندما اقتنعت الشرطة بجدوى الجهد نفسه، عكف خبراء الطب الشرعي على تتبع آثار القلم على الورق فترة خمسة أشهر مستعينين في ذلك بآخر ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال الكشف بالأشعة فوق البنفسجية.
وكانت فيكرز قد فقدت بصرها بعدما اشتد عليها داء السكري قبل سبعة أعوام. لكنها قررت أن من بين أفضل الوسائل للحفاظ على الصلة بينها وبين العالم المرئي هو أن تستمر في الكتابة بالقلم على الورق وليس بواسطة الكمبيوتر.
ولهذا الغرض ابتدعت اسلوبًا خاصًا بها فإستعانت بأشرطة المطّاط كي تحافظ على استقامة سطورها والمسافات بينها. وقادها هذا الطريق نحو الشروع في كتابة روايتها الأولى.
وبعد انقضاء زمن أنجزت فيه عددًا من فصول الرواية - أو هذا ما كانت تعتقده على الأقل - قدمت حصادها الى ابنها سايمون ليدلي لها برأيه فيه. لكنه شطر قلبها عندما أخبرها بأن ما قدمته اليه عبارة عن ورق أبيض لا كتابة عليه، إذ انها كانت قد صرفت كل مجهودها وقلمها لا يكتب شيئًا.
وتقول فيكرز: «بعد الصدمة الأولى جلسنا نتباحث حول ما يمكن وما لا يمكن عمله. وأخيرًا اهتدينا الى الاستعانة بالشرطة نفسها. فطلبنا قسم بصمات الأصابع وشرحنا للمسؤولين ما حدث. وكانت المفاجأة التي أتت الينا ببريق أمل هي موافقة هؤلاء المسؤولين على المساعدة». وكان لفيكرز ما أرادت فأعاد خبراء الطب الشرعي كلماتها الضائعة اليها ومعها أجمل تعابير الوجه: الابتسامة!
أما موضوع الرواية نفسه فتحتفظ به فيكرز سرًا حتى تجاوزها العقبتين المقبلتين: أولا إتمام الرواية نفسها، وثانيًا العثور على ناشر. لكنها تقول إن خبراء الطب الشرعي الذين تولوا إعادة النص الى الحياة نقلوا اليها استمتاعهم بما قرأوا وأنهم يلاحقونها الآن لمعرفة بقية الأحداث ومصائر الشخصيات.
وتختتم حديثها بالقول إن العمى ليس حاجزًا أمام المرء سواء أراد القراءة أو الكتابة. وتضيف أن من مفارقات الدهر أن فقدها البصر هو الذي حدا بها لبدء مشوارها الأدبي... بالشعر أولا والآن بأولى رواياتها العديدة المقبلة كما تقول.