يوم التاسع عشر من يناير احتفلت الولايات المتحدة بذكرى مارتن لوثر كينغ.
كان مارتن لوثر كينغ الابن (1929-1968) قسا معمدانيا وناشطا اجتماعيا لعب دورا رئيسيا في حركة الحقوق المدنية الأمريكية من منتصف الخمسينيات حتى اغتياله في عام 1968. وبوحي من دعاة اللاعنف مثل المهاتما غاندي، سعى كينغ إلى تحقيق المساواة للأميركيين الأفارقة والمحرومين وضحايا الظلم الاقتصادي من خلال الاحتجاج السلمي. وكان القوة الدافعة وراء الأحداث الكبرى مثل مقاطعة باصات مونتغومري ومسيرة واشنطن، الأمر الذي ساعد على إحداث تشريعات تاريخية مثل قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965. ا منح كينغ جائزة نوبل للسلام عام 1964 ويحتفل كل عام على بيوم مارتن لوثر كينغ جونيور، وهو يوم عطلة اتحادية أمريكية منذ عام 1986.
في مساء يوم 4 أبريل 1968، أصيب الناشط اللاعنفي اصابة قاتلة بينما كان واقفا على شرفة من فندق في ممفيس، التي قصدها لدعم إضراب عمال النظافة.
كان استخدام الاحتجاج اللاعنفي كعمل مباشر في قلب حركة الحقوق المدنية الأمريكية في الخكسينيات والستينيات، بما في ذلك الاعتصامات الطلابية التي انطلقت احتجاجا على الفصل العنصري. وأبعد من الاعتصامات الطلابية الفوية والمنظمة، ما لبث أن تم تشكيل عدة منظمات للكفاح من أجل الحقوق المدنية باستخدام نموذج غاندي في المعارضة غير العنيفة والعمل. وكانت تلك الجماعات محورية في إحداث التغيير الاجتماعي في أمريكا.
وهذا يقودني إلى هذا السؤال: ما هو أكثر فائدة في النضال من أجل التغيير العنف أو اللاعنف؟ في بحثي وجدت هذا:
إستاذة العلوم السياسية إيريكا تشينوويث كانت تميل للاعتقاد، كما يفعل كثيرون ،إلى أن العنف هو السبيل الأكثر فعالية للتخلص من ديكتاتور. فالتاريخ في النهاية مليء بالانقلابات والثورات والحروب الأهلية.
ثم، قالت انها جمعت بعض البيانات وفوجئت بما وجدت. "لقد جمعت بيانات عن جميع الحملات اللاعنفية والعنيفة الرئيسية للإطاحة بالحكومات أو تحرير الأراضي منذ عام 1900 - مئات من الحالات. قالت : "شكلت البيانات مفاجأة كبيرة لي."
إذ على الرغم من تعارض النتائج مع الآراء السائدة ، فإن حملات المقاومة اللاعنفية بين عامي 1900 و 2006 كانت فعالة أكثر بمرتين من نظيراتها العنيفة. فقد أدت هذه الحملات إلى اجتذاب الدعم المثير من المواطنين الذي ساعد على حرمان الأنظمة من المصادر الرئيسية للسلطة، ثم حققت نتائج ملحوظة، حتى في حالات مثل إيران والأراضي الفلسطينية، والفلبين، وبورما.
وقالت:" الأمر الوحيد الذي وجدته هو أن الانتفاضة تصبح نحو 50 في المئة أكثر عرضة للفشل إذا تحولت إلى العنف. " أن العنف يؤدي أيضا للحد من الدعم الشعبي للانتفاضة.
وتظهر هذه النتائج في هذا الرسم البياني:
وهي ترى : في النهاية إن الحركة غير العنيفة غالبا ما تكون ديمقراطية بطبيعتها، فهي نوع من التعبير عن الرأي العام الشامل خارج صناديق الاقتراع. الحركة العنيفة، بالمقابل وبغض النظر عن المثل العليا التي وراءها، هي إضفاء الشرعية على السلطة عن طريق القوة. فليس من الصعب أن نرى كيف أن المشاركين المنتصرين فيها يستخدمون في نهاية المطاف القوة للاحتفاظ بالسلطة.
ما رأيكم؟