Friday the 13th april 2012
الحسناء شارابوفا.... فقر مدقع تحول لثراء فاحش



تحسن نجمة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا التوفيق بين متطلبات مسيرتها الاحترافية ومشاريعها التي تدر عليها ثروات هي أضعاف مضاعفة لما تجنيه من جوائز الدورات.
فاللاعبة المصنفة الثانية عالميا، التي عادت للتألق بعد معاناة مع الإصابات خصوصا في الكتف، تعتبر الرياضية الأكثر دخلا في العالم، اذ بلغت حصيلتها العام الماضي 9ر20 مليون يورو منها فقط 9ر2 مليون "جوائز ميدانية". لكن عقودها الإعلانية والدعائية المتنوعة مع اكثر من 8 ماركات عالمية تدر عليها أرقاما فلكية.
وتأتي في المرتبة الثانية الصينية لي نا الفائزة بدورة رولان غاروس العام الماضي (4ر20 مليون يورو منها 4ر3 ملايين من جوائز الدورات). وطبعا للسوق الصينية الكبيرة فضل في نمو أعمال لي نا خصوصا بعد الفوز الباريسي.
وقصة شارابوفا مع النجاح عرفت وتيرة تصاعدية عززها جمالها الأخاذ وجاذبيتها المغرية، ما جعل منها فاتنة مشرقة تصر على ان التنس أولويتها المطلقة وحتى إشعار آخر.
كانت شارابوفا في السابعة من عمرها حين غامر والدها وانتقل بها من سيبيريا إلى الولايات المتحدة وفي جيبه 800 دولار فقط. آمن بموهبتها وأراد ان تصقل اكاديميا فكانت عند حسن الظن على مختلف الأصعدة.
حققت شارابوفا أحلامها واكثر، فهي حاليا الأغنى بين اللاعبات وفي جعبتها ثلاثة القاب في الغراند شيليم (ويمبلدون 2004 والولايات المتحدة 2006 واستراليا 2008).
من أكاديمية نيك بوليتيري عام 2001 إلى ويمبلدون قطعت شارابوفا مسافة طويلة بسرعة كبيرة، ولما سئلت حينها اذا خيرت بين الحصول على 20 مليون دولار أو لقب البطولة الإنجليزية العريقة، اختارت ويمبلدون "لان الملايين تأتي لاحقا"، وهو جواب ينم عن نضج عميق وطموح كبير.
وعلى عكس نمط مواطنتها الحسناء آنا كورنيكوفا، عرفت شارابوفا كيف تحافظ على "الخيط الرفيع" الذي يفصل بين مطبات الشهرة وبريق الملاعب.
فقد جذبت الشهرة والأضواء كورنيكوفا وانغمست في بحرها ولم تصمد في لججه فخفت بريقها في الملاعب إلى ان انطفأ.
ويؤكد ماكس اينسنبود، مدير أعمال شارابوفا، ما توضحه دائما عن نمط حياتها وأولوياتها، معلنا ان خيارها الأول هو التنس "ولم يتبدل أبدا فهي رياضية بالدرجة الأولى".
ويوم فوزها المدوي في ويمبلدون عام 2004، تصرفت ببساطة وعفوية ومن دون ادنى حرج أمام آلاف في الملعب وملايين عبر الشاشات، وذلك حين هاتفها والدها من المدرجات لتتصل بوالدتها في الولايات المتحدة التي كانت تريد تهنئتها، غير ان عطلا طرأ على الخلوي الذي كانت بحوزة شارابوفا، وراحت تفسر الوضع المستجد لوالدها بالإشارات ما أثار ضحك الجميع.
وكانت تلك الحادثة الطريفة فأل خير على اللاعبة، اذ سارعت شركة "موتورولا" لتوقيع عقد معها وكرت بعدها سبحة العقود والعروض وباتت تضم محفظة أعمالها اتفاقات بقيمة 50 مليون دولار على مدى 8 سنوات.
ويشير اينسنبودن الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، إلى ان شارابوفا سيدة أعمال ناجحة، فقد استفادت من مرحلة أصابتها لتوثق علاقاتها بالمعلنين والرعاة، وتنتبه كثيرا لتفاصيل دقيقة حتى أنها تعمد إلى نزع ملصقات ماركات المياه عن العبوات الموضوعة على الطاولات خلال مؤتمراتها الصحافية اذا لم تكن من الشركات الراعية لمسيرتها.
كما أنها تعرف جيدا "اصطياد الفرص"، ومنها العقد مع دار الأزياء "كول هان" الأميركية عام 2009 لإطلاق أحذية وحقائب تحمل اسمها مضيفة لمستها الخاصة على خطوط تصميمها، ومنها "بالورينا" يبلغ ثمنها 110 يورو تتصدر المبيعات.
كما نسجت شارابوفا على منوال نجم كرة السلة "الأسطورة" مايكل جوردان، فطرحت مع مجموعة "نايكي" البسة واكسسوارات للتنس تحمل الحرفين الأولين من اسمها (MS)، وأصبحت مألوفة في الملاعب بعدما ارتدتها خمس لاعبات شابات على سبيل الترويج.
و"الباقة التجارية" للمنتجات التي تمثلها شارابوافا مزدهرة خصوصا ان "حزب" شارابوفا عبر الفايسبوك يضم اكثر من 5ر6 ملايين صديق.
اللافت ان "الربان الماهر" اينسنبودن يدير أعمال لي نا أيضا، التي وصلت متأخرة إلى الشهرة لكنها تستفيد من نمو سوق بلدها، التي بلغ عدد مزاولي التنس فيها 14 مليون شخص عام 2010. وبفضل فوز نا في رولات غاروس (تابعها 116 مليون صيني)، زاد طلب الصينيين على تذاكر مباريات بطولة استراليا المفتوحة في ملبورن هذا العام 30 في المئة، سعيا إلى مواكبة لاعبتهم.
ومنذ الفورة الملحوظة على صعيد مداخيلها التي باتت تحتفظ بــ90 في المئة منها، يلاحظ ان نا ثامنة التصنيف العالمي باتت تهتم بالأعمال على حساب المباريات، ربما لان الشهرة أتتها في سن الــ30، اذ يختلف التفكير والتطلعات.
هذه المعضلة تجاوزتها شارابوفا باعتبار ان التنس أولوية في حياتها، علما أنها تشارك في 16 دورة سنويا كحد اقصى. وخلف جمالها تخفي النجمة الروسية طباع محاربة شرسة وعزيمة لا تلين، وتفاخر بانها تنهض في السابعة والنصف صباحا وتقصد الملعب للتدريب حيث تمضي ست ساعات، وتخلد إلى النوم في التاسعة والنصف مساء. اجتهاد مشروع مهما كانت الظروف في سبيل ان تصبح افضل لاعبة. ومبدأها لم يتغير "التنس أولا" لان بفضلها حصدت الشهرة والثروة، والملعب ملاذها وواحتها المفضلة تهرع اليه في الفترات الصعبة ايضا.