قسمة ضيزى
الناس في بلدي على صنفين
وترى التفاوت بينهم بالعين
صنف تكدس ماله حتى بدا
مثل الجبال بمنطقة حمرين
لا ادري من اين النقود اتى بها
ما كان الا حافي القدمين
في ليلة امسى غنيا مترفا
وكأنه حظي بكنز دفين
يبني القصور الشامخات كأنها
قلع محصنة بحصن حصين
والروض فيها كالحزام يلفها
وجداول تجري بماء معين
فيها من التحف الجميلة شكلها
تجلي الهموم وتسر كل حزين
حيث الاثاث من النفيس مصنع
بالتبر طرز بعضها ولجين
والاكل انواع تعدد لونه
من لحم طير او خروف سمين
واللبس من ارقى الحرير قماشه
خياطها ذو خبرة وفنون
ومعارض للمركبات ببابه
فيها من الاصناف كل ثمين
وتحيطه الحراس يمشي بينها
عوض اللسان كلامه بيدين
والصنف ذاك الثاني يا تعسا له
أثراهم يسكن ببيت الطين
يشكوا المجاعة قد بدت في جسمه
والعوز يظهر صفرة الخدين
لم يأكل اللحم ولم يرَ شكله
بل لم يزر قصاب من سنتين
هو ياكل الخبز المعفر بالاسى
ذبحو ابتسامته على الشفتين
يعطونه بعض الدراهم راتبا
لم تكفه حتى ولا يومين
كيف يعيش بها ذو عيلة
اطفاله زادت على الاثنين
يا بئس ما جئتم بها من قسمة
هي قسمة ضيزى خلاف الدين
اين المبادىء اين قانون السما
ذُبحت كذبح الطير بالسكين
يا ايها السراق حان حسابكم
لا يبقى ليث نائم بعرين
كل الجياع ستنتفض في ليلة
يكفي سكوتا طال بعض سنين
سيطلقون الصمت وهو مذلة
وزواجهم منه خلاف الزين