القُبَّرٍة
*****
حَطّتْ على فَنَنٍ بِدَوْحي قُبّرةْ
هزّتْ جناحًا وهي تنتظر انصرافي من صلاة العصرْ
رفعتِ لحاظًا للسّماءِ وأوَّبَتْ مثلي لربٍّ لم نَرَهْ
وفرشتُ شوقي مٌدبِرًا عنها وذهني شاردٌ
نكَشَت على ظلّي التّرابَ برفْسةٍ مُستنكِرةْ
هَشّتْ نِثارَ اللّيلِ عن جفنِ المساءْ
رشَفَتْ دموعَ الياسمينِ المُهدَرَةْ
عبَسَتْ لإِظلامٍ يلُفُّ عريشتي
وهي التي كانتْ بشدْوي مُقمِرةْ
نقَرَتْ على وجْناتِ أحلامِ الهوى
ورَنَتْ إليّ بلهفة مُستَفْسِرةْ
عن نَهْدةٍ كانت ورودا في الحنايا مُزهِرةْ
وعن القوافي كيف غطّتْ في سُباتِ المِحبرةْ
عن معبدِ العشقِ المقدّسِ مَنْ بكُفْرٍ كسّرَهْ
وعن الذُّهولِ بمُقلةِ الغَسَقِ المُدمّى
من ذا الذي قد غاصَ فيهِ وبعْثرَهْ
أحرقتْ ريشاتِها تنهيدةٌ فترجْرجتْ
علِمتْ بأنّ العيْنَ ليست مُبصِرةْ
وبأنَّةٍ طارت على صمتِ الشِّفاهْ
وكأنّها كانتْ تُناجي ميِّتًا في مقبرةْ
( علقمة اليماني)