الطريق للمشنقة
من هنا مرتْ خطانا
ذاتَ صبحٍ مثقلينَ
بألـفِ جـرحٍ في الصميمْ.
كانتْ الشمسُ
على أحداقِـنا جمراً تفورْ.
والفُ فــوَّهـةٍ تواكبُ سيرَنا
نحــوَ المشانقِ
في الطَّـريقِ تعثرتْ خطوي
بأقـدامي وباغتني الجنـودْ.
بالهراواتِ الثقيلةِ وانكسرتُ
تناثرتْ أشلاءُ وجهي في الترابِ
كأنَّ عمري من زجاجٍ خزفيٍّ
أثخنوهُ بالسكاكين ِ المدببةِ الـنِّصالِ
تسمرتْ عيناي في الأفق ِ الكئيبِ
لعـلَّ مُعجزة ً تجـودُ بها السماءُ
وكـنتُ أدنـو والحبالْ.
قـابَ قـوسينِ مـن الرمقِ الأخيرْ
تتدلى مثـلَ مسبحةٍ عـتـيـقـةْ.
أحكمتْها كـفُّ شيطانٍ رجـيـمْ.
أمهلوني ريثما يأتي الغروبُ
وكانتِ اللحظاتُ عرجاءَ اليمينْ.
تتوكأ مثلَ أوجاعي على صبري
وصبري لا يلينْ.
غيرَ أنـِّـي كنتُ أخفي زفرةً حرَّى
وانتظرُ البشارةَ
عـلَّ معجزةُ السماءَ تجيـئُـني
قـبـلَ الغــــــــــــــــــروبْ .
لكنما جاءَ الغـــــــــــروبُ
ووجهُ معجزةِ السماءِ مغـيَّـبٌ
مثـلَ الخـرافـةِ لــمْ يـجـيء
جابر السوداني