تفسير ولا تجعلو الله عرضة لايمانكم _ تفسير لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمنكم
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَا تَجْعَلُوا۟ ٱللَّهَ عُرْضَةًۭ لِّأَيْمَٰنِكُمْ أَن تَبَرُّوا۟ وَتَتَّقُوا۟ وَتُصْلِحُوا۟ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ224 لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِىٓ أَيْمَٰنِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌۭ))
صدق الله العظيم
سورة البقرة الايات رقم 224-225
التفسير من كتابالمتشابه من القران لمحمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
إنّ عبد الله بن روّاحة حلف أن لا يدخل على ختنه ولا يبرّه بشيء ولا يصلح بينه وبين امرأته ، فكان يقول إنّي حلفت بهذا فلا يحلّ لي أن أفعله , فنزلت هذه الآية (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ ) أي لا تجعلوا اليمين بالله سبباً لترك الخيرات عن الناس وقطع البِرّ عنهم (أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ ) البِرّ هو فعل الخير ، والمعنى : لا تحلفوا بالله على أن لا تبرّوا الفقراء , ولا تتّقوا في صلة الرحم ، ولا تصلحوا بين الناس ، فلا تحلفوا على ترك هذه الأعمال الصالحة ، ثمّ إذا سألكم سائل عنها تقولون لا نفعل ذلك لأنّنا حلفنا على تركها (وَاللّهُ سَمِيعٌ ) لأيمانكم وأقوالكم (عَلِيمٌ ) بنيّاتكم وأفعالكم فيجازي كلاً على عمله .
225 – (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ ) اللغو هو الكلام الذي لا فائدة فيه ، والأيمان جمع يمين وهو الحلف بالله , والمعنى : لا يؤاخذكم الله بالحنث على أيمانكم التي لا فائدة فيها , وذلك مثل أن يحلف الإنسان أنّه لا يعطي فقيراً بعد يومه شيئاً ، ثمّ يحنث عن يمينه ويعطي صدقة للفقراء ، فلا يؤاخذه الله في حنثه على ذلك . أو يحلف أنّه لا يصلح بعد يومه بين الناس ، ثمّ يحنث ويصلح بين المتخاصمين ، فإنّ الله تعالى لا يؤاخذه على ذلك ، وهكذا كلّ يمين يقسم عليه الإنسان أن لا يعمل من عمل الخير شيئاً فهو لغو . وكذلك إذا حلف يميناً على شيء وهو يرى نفسه أنّه صادق ثمّ تبيّن أنّه عكس ذلك ولكن لم يكن يعلم فلا يؤاخذه الله على ذلك ، ولكن عليه أن يخبر من حلف له بأنّه قد أخطأ بيمينه والصحيح هو كذا وكذا . (وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) من المكر والخديعة مع من تعاقدتم معه على بيع أو شراء أو شركة وحلفتم على ذلك يميناً ثمّ حنثتم اليمين وخنتم العهد فإنّ الله تعالى يؤاخذكم عليه ويلزمكم كفّارته .
ونظير هذه الآية في سورة المائدة وهي قوله تعالى {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ، (وَاللّهُ غَفُورٌ ) لمن تاب وأعطى الكفّارة (حَلِيمٌ ) يمهل عبيده ليتوبوا