“من كتر اختلاف مواعيدك معى اضطر دائما ان اضبط ساعتى على عقارب اعذارك....”
“اجلس أمام النافذة "
أخيطُ شارعاً بشارع
وأقول متى أصلك ”
― عدنان الصائغ
إلى الماضِي الذي لا ينام بـ حضرتكِ ، إلى الأساور التِي كُنتِ تصرّين على ارتدائها رغم ردائتها
إلى أرغفة العَشرين ، ومنديلك المعطّر ، إلى القلادة الزمردية ، وخصلة شَعرك
إلى نظرتُك السَهمية ، والسماء المهولة بين كتفيكِ ، إلى السَطر المُتعب على الطاولة إلى الكرسي الثابت !
إلى لَعنة السَماء ، والحاجز بين فصلين .. إلى ديمومة الضجر، إلى أبيكِ وأمّكِ ، إلى تُركيا .. والعودةِ بلا آثارٍ مُؤلمة
إلى أخواتكِ وصلاة الأمكنة ، أظنهم سـ يعودون يوماً ، يَمشون حفاةً على الأرض ، على وجوههم ندبةً بـ إسمك
فـ من يَنساكِ يـ نور ؟!
حين يَرتهن الخيَال فِي خشُوع المُصلّين ، حِين يُراهن بـ وجود وَجهٌ ملائكِيّ مرّ خاطفاً مِن وَجهِي
حِين تَعرفِين جيداً كيّف تُنادين سِرب الإشتياق في صَدرِي !
لُكل ما أرصفته أعلاه يـ صَغِيرتي ، أعوذ بالله مِن خُبث انتظاراتِي ، وأن لا أبدو كـ مجسّمٍ كئِيب أكثرُ مِن ذلك !
يا إله صّمتِي ، إنني صَامتٌ بلا قَناعة !
ماتقولينه في ثانية ، أتمرّن عليه لـ سَنة ، حِين قلتِ أُحبّك لـ أول مرّة !
حديثنا ليلة البارحة كانَ مُستقيماً جداً ، وأنتِ لم تَفهمي بعد كيف للصوت أن يَتكاثر بسرعة رهيبة ، دون أن يلمس صَدى الأمكنة
لم يَكُن أكثر مِن إنصاتٍ لـ إستمالة شَفتكِ السفلى حين تقولين أُحبك وبشكلٍ لافت !
كُنت وقتها مائلاً جداً وبنِصف رواية مُهذّبة فـ تَعرّقت الأحاديث في صّوتي ، لـ وهلة ظننتكِ لن تُحدثيني بـ لغةٌ أفهمها
من أين تبدأين وكيف سـ تنتهين وهاتفي تكفّل بـ إرتدائي مسَافة شّوقٍ لـ وَجهكِ !
ها أنا ذا أنزلق الآن بـ شفافيةً تامة
أغتسلُ الطُهر وأتوسّد بياضكِ ، لا أشبهُ الصلاة لكنني أمكُث مطوّلاً حِين يَحِين صّوتكِ !
وأنتِ كُنتِ قابلة للنموّ كُلما أشتد بي عارضُ الصمتِ ، كُنت أشك بأن صّوتكِ يخصني لهذه الدرجة
فأتعمد إلقاءه على جدار حنينكِ ليرتدّ لي مرة أُخرى !
كيف لا يحتفل بكِ الهاتف ، وينحاز لكِ الهَمس ، كيف ذلك يـ صغيرتي وأنتِ تكشفين جزءاً علوياً من صّوتكِ ؟!