حتّى متى وأنا أُلملم حكايا عينيّكِ التي كانت تعضّ اوردتي من همسُكِ المجنون
حتّى متى والريح تسرقُ صوتي وتدسُّ الشوقَ في دمي ؟!
أنت رجلٌ يستحقّ الرثاء .. فشلت في الحُب ، والخيانةِ أيضاً
تهرب من البوح لها ووجهكَ في حالة فائقة من الحُلم
تكتم .. الآه في صدرك ، والهواء من الداخل يدفعكَ بقوة ، ويحشرك بينَ تفاصيل شوقك !
لعلّكَ تخلعُ رأسكَ وتستريح ..
تُصبح بلا شيئٍ يُثيرُ الحكّة في العين .. رجلٌ أخرس فرّت الملائكة من صوته !
كثيراً ماسمعتُ قلبي يُناديكِ .. هو مَن يُناديكِ ، أمّا أنا .. فلا أعرفُك !
أتتهمينني بـ النسيان يـ صغيرتي ؟!
أنتِ تسكُنينني .. والشوق إليكِ خيانة !
والله إلى الآن كُلّما دبّ في قلبي شوقٌ دافئ .. أتسلّلُ هنا حيثُ أريجك المنفيّ
لـ أعلم .. أنّي لم أبتعدُ عنكِ كثيراً ، ومازلتُ ذلكَ الوجه الذي يسكن في بقعة خجلٍ
حينَ يحتَضنُ يدكِ ليلاً كلّما يرتعد قلبكِ الصغَير !
أنا هُنا من أجلِ أن أصون الماء يـ صغيرتي .. ورائحةُ الخُبز الحار !
لازلت أتجرّع بكِ مساءاتُ الذاكِرة .. ثمّ ألوذُ بـ الورق !
إليكِ .. في هذهِ اللحظة تماماً ، أشعرُ بـ إحتشاد الفقراء فوق أصابعي
وهم يحصدون جوعهم الذي يختبئ في هذهِ السنابُل !
ويتركون لي غنيمةُ روحك التي تنعجن بـ الفراغات التي يتركها غيابُكِ ،
وحينَ أصحو الصباحَ بدونك !